إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هانىء بالسوق «١» وابن عقيل
إلى بطل قد هشّم السيف رأسه «٢» وآخر يهوي من طمار «٣» قتيل
تري جسدا قد غيّر الموت لونه ونضح دم قد سال كلّ مسيل
أصابهما أمر الإمام فأصبحا أحاديث من يسعى «٤» بكل سبيل
أيركب أسماء الهماليج «٥» آمنا وقد طلبته مذحج بقتيل «٦»
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم فكونوا بغاثا «٧» أرضيت بقليل
يعني: أسماء بن خارجة الفزاري، كان عبيد الله بن زياد بعثه وعمرو بن الحجاج «٨» الزبيدي إلى هانىء بن عروة فأعطياه العهود والمواثيق، فأقبل معهما حتى دخل على عبيد الله ابن زياد فقتله، ويعني بقوله: وآخر يهوي من طمار قتيل: عبد الله بن بقطر «٩» ، لأنه قتل وألقي من فوق القصر.
قالوا: ولما قتل عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل أمر بهانىء بن عروة، فأخرج فجعل ينادي: يا مذحجاه ولا مذحج لي، فانتهوا به إلى موضع في السوق تباع فيه الغنم، فقالوا: مد عنقك، فقال: ما أنا بمعينكم على نفسي بشيء، فضرب عنقه مولى لعبيد الله بن زياد يقال له سلمان «١٠» .