وفي حديث آخر: أنه مر بناس من أهل الذمة قد أقيموا في الشمس بالشام، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: بقي عليهم شيء من الخراج، فقال: إني أشهد أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
«إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا ... الحديث»
[١٤٣٥٨] .
وعن عياض بن غنم- وهو الذي فتح الجزيرة. فلما فتح دارا دعا عظيمها فضربه بالسوط حتى مات، فقال له هشام بن حكيم: أما سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم [قال] :
«إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا» ، وأنت تضرب هذا الرجل؟! كان هشام بن حكيم له فضل «١» ، وكان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، [وليس لأحد عليه إمرة]«٢» .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أنكر الشيء قال: لا يكون هذا عما عشت أنا وهشام بن حكيم «٣» .
ومات هشام قبل أبيه «٤» .
وكان «٥» هشام بن حكيم كالسائح ما يتخذ أهلا ولا ولدا. ودخل هشام بن حكيم على العامل بالشام يريد الوالي أن يعمل به، فيتواجده «٦» ، ويقول له: لأكتبن إلى أمير المؤمنين بهذا، فيقوم إليه العامل فيتشبث به، ويلزمه، ويترضاه «٧» .
كان «٨» هشام ومن معه بالشام يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكانوا يمشون في الأرض بالإصلاح والنصيحة، يحتسبون.