قال عمر بن الخطاب «٣» لعبد الرحمن بن عوف: ألم يكن فيما تقرأ: قاتلوا في الله في آخر مرة، كما قاتلتم فيه أول مرة؟ قال: متى ذاك؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء، وبنو مخزوم الوزراء.
لما «٤» بنى هشام بن عبد الملك الرّصافة قال: أحب أن أخلو يوما لا يأتيني فيه خبر غمّ، فما انتصف «٥» النهار حتى أتته ريشة دم من بعض الثغور، فأوصلت إليه، فقال: ولا يوما واحدا «٦» ؟! قال الهيثم:
كان هشام بن عبد الملك جبارا، فأمر أن يفرش له في قصر بين شجر وكروم، وصور من النبت، ففرش بأفخر الفرش، وأحضر ندماءه، وأمر الحجاب بحفظ الأبواب، فبينا هو جالس إذا أقبل رجل جهير الصوت، جميل، كأن الشمس تطلع من ثيابه، فشخص هاشم ينظر إليه متعجبا من هيئته، فألقى إليه صحيفته، ثم ذهب، فلم ير، فإذا فيها: بئس الزاد إلى