أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
[١٤٣٦٧] .
ولد هشام بن عمار سنة ثلاث وخمسين ومئة «٢» . وكان هشام يحرك الزّبل كل يوم بأربعة دوانيق، فيشتري بها ورقا، ويكتب الحديث. وقد رويت هذه الحكايةعن هشام بن خالد «٣» . قال: وهي به أشبه.
قال هشام بن عمار «٤» .
باع أبي عمار بيتا له بعشرين دينارا، وجهزني للحج. فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك بن أنس، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم. فلما انقضى المجلس قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عما معك، فقلت له: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصبيان! يا غلام، احمله، فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ غلام مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال لي مالك: ما يبكيك؟ أوجعتك هذه «٥» ؟ قلت: إن أبي باع منزله، ووجه بي أتشرّف بك، وبالسماع منك فضربتني؟ فقال:
اكتب، فحدثني سبعة عشر حديثا، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني، رحمه الله.
وفي آخر بمعناه:
قلت له: زدني من الضرب، وزد في الحديث، فضحك مالك وقال: اذهب «٦» .
وفي آخر بمعناه قال:
جئت إلى منزله، فإذا هو شديد الاحتجاب، فلقيته في الطريق، فقلت: يا أبا عبد الله، أنا غلام من أصحاب الحديث، إن رأيت أن تأمر لي بشيء أكتبه عنك، فقال لي: وحديث