لا تحزنوا ابني، فقد بلغني أن الفرحة «١» تشبّ الصبيّ.
قال إبراهيم بن هشام:
أقبل رجل إلى أبي هشام بن يحيى فقال: اكتب إلى مالك بن دلهم «٢» إلى مصر يستعملني، فكتب له الكتاب. فلما عنونه كتب: من هشام بن يحيى إلى مالك بن دلهم، فقال له الرجل: ما أخذ الكتاب حتى تبدأ بمالك في العنوان، فقال: ويحك! هذا سبيلي وسبيل من أكتب إليه، فكتب له الذي أراد. فلما ورد على مالك إلى مصر قال: ما هذا كتابه، إنه عوّدني أنه يبدأ بنفسه في كتابه، قال له الرجل: قد أراد أن يفعل ذلك، وأنا سألته هذا، قال: لست أقبله حتى ترجع إليه، فيكتب بخطه، فرجع إلى أبي من مصر، فكتب له وبدأ بنفسه. فلما ورد الكتاب على مالك قال: الآن صحّ كتابه، فولاه ما أراد.
كان «٣» هشام بن يحيى جليسا لسعيد بن عبد العزيز، فقال له يوما: كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبيدة «٤» بن رياح «٥» ، وكان غشوما ظلوما، فأتته امرأة، فقالت: إن ابني يعقّني، ويظلمني، فأرسل معها الشرط، فلما صاروا بها في الطريق قالوا لها: إن أخذ ابنك ضربه [أو]«٦» قتله، قالت: كذا؟ قالوا: نعم، فمرت بكنيسة على بابها شمّاس، فقالت: خذوا هذا، هذا ابني، فقالوا له: أجب عبيدة بن رياح «٧» . فلما مثل بين يديه قال له: تضرب أمك،