بعث المختار بن أبي عبيد إلى [الهيثم بن]«٢» الأسود، فركب إليه، وركبت معه، فأذن لأبي فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقلت: يا أبه، ما الذي سألك عنه المختار؟ قال: يا بني، بينا أنا وهو نطوف بالكعبة إذ قال: ما يشاء رجل طريف مثلي أو مثلك يأكل الناس يحب أهل هذا البيت إلا فعل. فلما دخلت عليه قال: تذكر حديثا تذاكرناه ونحن نطوف بالكعبة؟ قلت:
نعم، قال: هل ذكرته لأحد؟ قلت: لا، قال: فانصرف راشدا، وإياك وذكره.
قال عبد الملك بن عمير «٣» :
دخلوا «٤» على أبي العريان يعودونه، فقالوا: كيف تجدك؟ قال: أجدني ابيضّ مني ما كنت أحب أن يسود، واسودّ مني ما كنت أحب أن يبيض، ولان مني ما كنت أحب أن يشتد، واشتد مني ما كنت أحب أن يلين «٥» :
ألا أخبّركم بآيات الكبر «٦» تقارب الخطو وسوء «٧» في البصر
وقلة الطعم إذا الزاد حضر وقلة النوم إذا الليل اعتكر
وكثرة النسيان فيما يذكر وتركي الحسناء في قيل الظهر «٨»