قال أبو سعيد «١» بن يونس: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي من أهل الطائف. قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين، ومعه ابنه الحجاج بن يوسف. وكان يوسف بن أبي عقيل فاضلا، وقيل: إنه شهد فتح مصر، واختط بها- وقيل: وإن خطته مع ثقيف في السراجين وإنه أقام بمصر، وولد له بها ابنه الحجاج بن يوسف، وخرج به صغيرا إلى الشام، ثم قدم مع مروان ابن الحكم حين قدم مصر لحرب أهلها سنة خمس وستين، ولم أزل أسمع شيوخ العامة بمصر تقول: هذه الغرفة التي ولد فيها الحجاج، يعنون الغرفة التي على درب السراجين على باب الدار التي بجانب الدرب مما يلي باب مهرة، على بابها يعمل سيور الركب وكان يوسف بن أبي عقيل حين قدم مع مروان بن الحكم نزل على حبيب بن أوس الثقفي.
قال عبد الله بن صالح حدّثني حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال:
كان يوسف بن الحكم أبو الحجاج فاضلا، من خيار المسلمين. فبينا هو وأبوه في مجلس في المسجد فيه عمرو بن سعيد بن العاص، فمرّ بهم سليم بن عتر «٢» ، وكان قاضي الجند، وكان من خير التابعين، فقال الحجاج: أما لو أجد هذا خلف هذا الحائط، وكان لي عليه سلطان، لضربت عنقه، إنّ هذا وأصحابه يثبّطون عن طاعة الولاة، فشتمه والده، ولعنه، وقال له: تسمع القوم يذكرون عنه خيرا ثم تقول ما تقول؟ أما والله إن رأيي فيك أنك لا تموت إلّا جبّارا شقيا.
قال أحمد بن عبد الله العجلي «٣» :
يوسف بن الحكم أبو الحجاج بن يوسف [الثّقفي]«٤» ثقة، وإنّما روى حديثا واحدا عن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم:«من أراد هوان قريش أهانه الله»«٥»