جاءت امرأة إلى يوسف بن عمر الثّقفيّ، فقالت: إن ابنا لي يعقّني، قال: ويفعل ذلك؟
قالت: نعم. فقال لحرسيين على رأسه: انطلقا معها حتى تأتيا به. فخرجا معها. فقيل للمرأة: ويحك! أهلكت ابنك، إن الأمير يقتله. وندموا على ما فعلت. فلقيت عباديا أشقر أزرق، فقالت للحرسيين: خذاه، فإنه ابني! فأخذا بضبعيه «١» ، فقالا: يا عدو الله، أجب الأمير، قال: بأي جرم؟ قالا: تعقّ أمك، قال: إنها ليست لي بأمّ، فقالا: كذبت. وأدخلاه على يوسف، فلمّا نظر إلي قال: شقّا عنه. وضربه مئة سوط، ثم قال: لا تخرج بها إلّا على عنقك. فحمل المرأة على عنقه، فخرج بها، فلقيه عبادي آخر، وهيعلى عنقه، فقال:
فلان، ما هذه ويلك! قال: هذه أمي رزقنيها السلطان. وخشيت المرأة أن يفطن بها، فنزلت، وانسلّت، ومضى العبادي بأسوأ ما يكون من الحال.
قال المدائني «٢» :
ثم قدم يوسف بن عمر على العراق، فكان يطعم كل يوم على خمسمائة خوان «٣» ، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء، يتعهد ذلك ويتفقّده «٤» . وكان طعامه ألوانا وشواء، وكانت فرنية «٥» وأزره، فرأى يوما فرنية «٦» قد ذهب عنها السكر، فقال سكر، فلم يمكن، فضرب صاحب الطعام ثلاثمائة سوط والناس يأكلون، فكانوا بعد ذلك معهم خرائط فيها سكر مدقوق، فكلما نفد سكر عن صحنه نثروا عليها.
وكان يغشى بعد العصر، فيحضر الشامي والعراقي، لا يردعه أحد «٧» .