للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان عدلي المذهب يعني معتزليا وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهل قط (١) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال بلغني وفاة أبي سعد إسماعيل بن علي الحافظ الرازي السمان بالري في شعبان سنة سبع وأربعين قدم علينا دمشق وسمع بها من شيوخه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيره حدث عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص البغدادي وغيره وكان من الحفاظ الكبار وكان فيه زهد وورع وكان يذهب إلى الإعتزال (٢) حدثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبي (٣) قال وجدت على ظهر جزء مات الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان وقت العتمة من ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة شيخ العدلية (٤) وعمالهم وفقيههم ومتكلمهم ومحدثهم وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدورات وكان (٥) إماما أيضا في فقه أبي حنيفة وأصحابه وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي وفي فقه الزيدية وفي الكلام وكان يذهب مذهب الحسن البصري ومذهب الشيخ أبي هاشم (٦) وكان قد حج بيت الله الحرام وزار القبر ودخل العراق والشامات والحجاز وبلاد المغرب وشاهد الرجال والشيوخ وقرأ على ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه وقصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره وكان يقال في مدحه وتقريظه إنه ما شاهد مثل نفسه وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا


(١) الخبر في بغية الطلب ٤ / ١٧١٢ نقلا عن ابن عساكر وفيه " الحمدوني " بدل " الحمدوي "
(٢) بغية الطلب ٤ / ١٧١٢ - ١٧١٣ وسير الأعلام ١٨ / ٥٧
(٣) الخبر في بغية الطلب ٤ / ١٧١٤ وسير الأعلام ١٨ / ٥٧ - ٥٨
(٤) العدلية: المعتزلة
(٥) إلى هنا ينتهي كلام الكلبي كما في ابن العديم والقول الثاني نقله ابن العديم عن الحسين بن محمد بن مردك قال ابن العديم: وقد خلط ابن عساكر القولين دون أن يشير إلى ابن مردك
(٦) هو شيخ المعتزلة عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٢ (ترجمة)
قال الذهبي: وأما قول القائل: كان يذهب مذهب الحسن فمردود قد كان هفوة في ذلك من الحسن وثبت أنه رجع عنها ولله الحمد