سأرمي بها الموماة خوضا كأنها * قطا قارب يسقى الفراخ مصيف فهان على أم الظباء بما أرى * إذا كان باب دونها وسجوف تبكي على أم الظباء ودونها * مصاريع أبواب لهن صريف لعمرك أني من شريط مطرد * وخاس لمدلاج الظلام عسوف * * تشكي بصحراء الفرس بغلتي * كما تشتكي عود بساق نهيف فقلت لها لا تجزعي إن ليلة * سراك بها في حاجتي لطفيف وباتوا يظنون الظنون وبغلتي * لقاسان فيها ناكف وزحوف إذا ما علت حرفا ذمت حدودها * وأعرض مغبر العجاج مخوف * فلما دخل سأله عن شعره في نفسه وشقيق بن ثور حاضر فقال شقيق لا والله إني تبعت فزارة إذا ألقى فقال معاوية كيف قلت قال أنا الذي أقول * وحادثة لا يستطيع احتمالها * من القوم إلا الشرمجي المصمم تفردت وحدي فاطلعت بأولها * ولم يستطعها المأنف المتهكم ويوم ترى أبطاله بكآبة * شهدت وآدابي حسام مصمم وقلب كمي حين يلقى عدوه * وأجرد كالسرحان نهد عثمثم * فقال معاوية أحسنت لو تابعك شقيق فقال ما قول شقيق وهتف الريح إلا سواء وما يعتد شقيق في بكر بن وائل أكبر من مرق سدوس ونوكه وكيف يعتبني شقيق وفيه يقول الشاعر * أحاط شقيق بالفواكه والخفا * وبالجهل إن الحلم خير من الجهل فما في سدوس خصلة تستحبها * ولا رزقت شيئا سدوس من العقل
عظام الحبارب اللحا لا تراهم * يدا الدهر إلا يغلبون على الفضل * * هم القوم لا يخشى العدو عقابهم * ولم يدركوا يوما بثأر ولا بتل * قال معاوية أقسم عليك أمير المؤمنين إلا كففت من يقول هذا الشعر قال أنا قلته الساعة وذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني القاسم بن إسماعيل حدثنا محمد بن سلام قال دخل أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة وكان شريفا على الحكم بن المنذر بن الجارود فلم ير منه ما يحب فقال *