للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجرمي عن هرم بن حيان قال (١) قدمت الكوفة فلم بكن لي هم (٢) إلا أويس القرني أطلبه وأسأل عنه حتى سقطت علي نصف النهار على شاطئ الفرات يتوضأ أو يغسل ثوبه قال فعرفته بالنعت الذي لي نعت لي فإذا رجل لحيم آدم أشعر محلوق الرأس كث اللحية مغبرا كريه (٣) المنظر والوجه عليه إزار من صوف ورداء من صوف فسلمت عليه فقلت حياك الله من رجل كيف أنت رحمك الله وغفر لك يا أويس فقال وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان كيف أنت قال وخنقتني العبرة حين رأيت من حاله ما رأيت قال فمددت يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني قال وعجبت حين عرفني وعرف اسم أبي ما كنت رأيته قبل ذلك ولا رآني قال قلت رحمك الله من أين عرفتني وعرفت اسم أبي ولم أكن رأيتك قط قال نبأني العليم الخبير وعرفت روحي روحك حين كلمت نفسي نفسك إن الأرواح لها أنفس (٤) كأنفس الأجساد يتحابون بروح الله وإن لم يتلاقوا ولم يتعارفوا وتفرقت بهم المنازل قال فقلت حدثني بحديث من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحفظ عنك فقال إني لم أدرك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي رسول الله وأمي ولم تكن لي معه صحبة ولكن أدرك رجالا رأوه فحدثوني عنه نحو ما حدثوك ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي أن أكون محدثا (٥) قاصا أو مفتيا في نفسي شغل عن الناس يا هرم بن حيان قال قلت اقرأ علي آيات من كتاب الله أسمعها منك وادع لي بدعوات أحفظها عنك فإني أحبك حبا شديدا فقال " سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا " (٦) فأخذ بيدي فمشى بي على شاطئ الفرات ثم قال أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم بسم الله الرحمن الرحيم " وما خلقنا السموات والأرض وما بينها لاعبين " إلى قوله " إنه هو العزيز الرحيم " (٧) قال فنظرت إليه وأنا أحسب أنه قد غشي عليه قال ثم نظر إلي فقال يا هرم بن حيان مات أبوك فإما إلى الجنة وإما إلى النار ويوشك أن تموت ومات آدم وماتت حواء ومات إبراهيم خليل الله وموسى نجي الله ومات داود حليفة الله


(١) حلية الأولياء ٢ / ٨٤ - ٨٥ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٨ - ٢٩
(٢) عن الحلية والسير وبالأصل " عم "
(٣) الحلية والسير: مهيب المنظر
(٤) السير: لها أنس كأنس الأجساد
(٥) الحلية: قاضيا
(٦) سورة الإسراة الآية: ١٠٨
(٧) سورة الدخان من الآية ٣٨ إلى ٤٢