للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شديد وحدثني محمد بن عمر عن أبي كناسة أنه قال عصب السلم في الجدب أن يشتدوا في أعلى الشجرة منه حبلا ثم يمد الغصن حتى يدنو من الإبل فتصيب من ورقه وأنشدنا الكميت * ولا سمراتي يتبعهن عاضد * ولا سلماتي في بجيلة يعصب * (١) وأراد أن بجيلة لا تقدر على قهره وإذلاله وقوله لألحونكم لحو العصى اللحو التقشير وهو اللحي أيضا يقال لحوت العصا ولحيتها إذا قشرتها واللحاء ممدود القشر ومثله مما يقال بالواو والياء كنوت الرجل وكنيته ومحوت الكتاب ومحيته وحثوت التراب وحثيته وأشباه ذلك كثير وقال أوس بن حجر * لحيتهم لحي العصا فطردتهم * إلى سنة جرذانها لم تحلم * (٢) قوله لم تحلم لم تسمن يقول هي سنة جدب فجرذانها هزلى قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يزال الأمر فيكم ما لم تحدثوا فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فيلحونكم (٣) كما يلتحى القضيب أي (٤) كما يؤخذ بلحى القضيب

[٢٩٢٢] وقوله لأضربنكم غرائب الإبل وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخلت فيها غريبة من غيرها ردت (٥) عن الماء وضربت حتى تخرج عنها وذكر عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة أنه كان يشفع بركعة ويقول ما أشبهها إلا بالغريبة من الإبل وقوله انج سعد قد قتل سعيد هذا مثل وقيل قاله زياد في خطبته التي خطبها عند دخوله البصرة وإنما قيل لها البتراء لأنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصل على النبي (صلى الله عليه وسلم)


(١) عجزه في اللسان " عصب " بدون نسبة ذكره في شرحه لمثل: " فلان لا تعصب سلماته " وهذا المثل يضرب للرجل الشديد العزيز الذي لا يقهر ولا يستذل
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١١٩
(٣) في النهاية (لحى) : " فالتحوكم " ويروى: فلتحوكم
(٤) ثلاث كلمات غير مقروءة فتركنا مكانها بياضا
(٥) رسمها بالأصل: " ذندب " ولعل الصواب ما أثبت