للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدراقص فاستقبل شرحبيل وبعث القيفان (١) ونطورس في ستين ألفا نحو أبي عبيدة فهابهم المسلمون وجميع فرق المسلمين واحد وعشرون ألفا سوى عكرمة في ستة آلاف ففزعوا جميعا بالكتب والرسل إلى عمرو أن ما الرأي فكاتبهم وراسلهم أن الرأي الاجتماع وذلك أن مثلنا إذا اجتمع لم يغلب عن قلة فإذا تفرقنا لم يبق الرجل منا في عدد يقرن (٢) فيه لأحد ممن استقبلنا وواعدانا لكل طائفة منا فاتعدوا اليرموك ليجتمع به وقد كتب إلى أبي بكر رضي الله عن هـ بمثل ذلك ما كاتبوا به عمر فطلع عليهم كتابه بمثل ما رأى عمرو سواء بأن اجتمعوا فتكونوا عسكرا واحدا والقوا زحوف المشركين بزحف المسلمين فإنكم أعوان الله والله ناصر من نصره وخاذل من كفره ولن يؤتى مثلكم من قلة وإنما يؤتى العشرة آلاف والزيادة على عشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب فاحترسوا من الذنوب واجتمعوا باليرموك متساندين وليصل كل رجل منكم بأصحابه ثم بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا واسع العطن (٣) واسع المطرد ضيق المهرب وعلى الناس التدارق وعلى المقدمة جرجة (٤) وعلى مجنبتيه (٥) ماهان والدارقص وعلى الحرب القيفار وأبشروا فإن باهان في الأثر مدد لكم ففعلوا فنزلوا الواقوصة على ضفة اليرموك وصار الوادي خندقا لهم وهو لهب (٦) لا يدرك وإنما أراد باهان وأصحابه أن يستفيق الروم ويأنسوا بالمسلمين ويرجع إليهم أفئدتهم عن طيرتها وانتقل المسلمون من عسكرهم الذي اجتمعوا به فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم وليس للروم طريق إلا عليهم فقال عمرو أيها الناس ألا أبشروا حصرت (٧) والله الروم وقل ما جاء محصور بخير واقاموا بإزائهم وعلى طريقهم ومخرجهم صفر


(١) الاصل وخع وفي الطبري: الفيقار بن نسطوس
(٢) عن الطبري وبالاصل وخع " يفرد "
(٣) عن الطبري وبالاصل " الطعن "
(٤) بالاصل: " حرحه " وقد تقدم (عن الطبري)
(٥) عن الطبري وبالاصل: مجنبته
(٦) عن الطبري وبالاصل: لهث
(٧) بالاصل وخع: " حضرت " والمثبت عن الطبري "