للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلما أراد أن يغدو سائرا إلى الشام لبس سلاحه وأمر أخوته فلبسوا أسلحتهم عمرو والحكم وغلمته ومواليه ثم أقبلوا من العسكر إلى أبي بكر الصديق فصلوا معه الغداة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما انصرفوا قام إليه أخوته فجلسوا إليه فحمد الله خالد (١) وأثنى عليه ثم قال يا أبا بكر إن الله قد أكرمنا وإياك والمسلمين طرا بهذا الدين فأحق من أقام السنة وأمات البدعة وعدل في السيرة الوالي على الرعية كل امرئ من هذا الدين محقوق بالإحسان إلى إخوانه ومعدلة الوالي أعم نفعا فاتق الله يا أبا بكر فيما ولاك الله من أمره وارحم الأرملة واليتيم وأعن الضعيف والمظلوم ولا يكن رجل من المسلمين إذا رضيت عنه آثر في الحق عندك منه إذا سخطت عليه ولا تغضب ما قدرت عليه فإن الغضب يجر الجور ولا تحقد وأنت تستطيع فإن حقدك على المسلم يجعله لك عدوا فإن أطلع على ذلك منك عاداك فإذا عادت الرعية الراعي كان ذلك مما يكون إلى هلاكهم داعيا ولن للمحسن واشتد على المريب ولا تأخذك (٢) في الله لومة لائم ثم قال هلم يدك يا أبا بكر أودعك فإني لا أدري هل تلقاني في الدنيا أبدا أم لا فإن قضى الله لنا الالتقاء فنسأل الله لنا عفوه وغفرانه وإن كانت هي الفرقة التي ليس بعدها لقاء فعرفنا الله وإياك وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) في جنات النعيم ثم أخذ أبو بكر بيده وبكى وبكى المسلمون وظنوا أنه يريد الشهادة فطال بكاؤهم قال ثم إن أبا بكر قال له انتظرني حتى أمشي معك قال ما أريد أن تفعل قال لكني أنا أريد ذلك ومن أراده من المسلمين وقام الناس معه مشيعا فما زال يمشي معه حتى كثر من يشيع خالدا قال فما رأى الناس مشيعا من المسلمين معه من الناس من الصالحين أكثر مما شيع خالد بن سعيد وأخوته يومئذ فلما خرج من المدينة قال له أبو بكر قد أنصفت لك إذ أوصيتني برشدي وقد وعيت وصيتك فأنا مرضيك فاسمع وصيتي


(١) الاصل: " خالدا " والمثبت عن م
(٢) الاصل: يأخذك ولم تعجم الياء في م