قالت فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام قال فمن لي بذلك قالت لك بذلك رسول الله ص - فانطلق أبو طلحة يريد النبي ص - ورسول الله ص - جالس في أصحابه فلما رآه قال جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه فجاء فأخبر النبي ص - بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك قال كانت فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه أنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها وكانت امرأة مليحة العينين فيها صعر (١) فكانت معه حتى ولدت له وحديث زاهر حتى ولدت منه بني وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا فمرض وفي حديث زاهر إذ مرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له فانطلق أبو طلحة إلى النبي ص - ومات الصبي فقالت أم سليم لا ينعين إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا أنعاه له فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله ص - حين دخل عليها فقال كيف ابني فقالت يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة قال فلله الحمد فأتته بعشائه فأصاب منه ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها فلما علمت أنه قد طعم وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم فقال لا قالت فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه فاحتسب ابنك واصبر فغضب ثم قال تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني ثم غدا على رسول الله ص - فأخبره فقال رسول الله ص - بارك الله لكما في غابر ليلتكما فبلغت من ذلك الحمل وكانت أم سليم تسافر مع رسول الله ص - تخرج معه إذا خرج وتدخل معه إذا دخل وقال رسول الله ص - إذا ولدت أم سليم فائتوني بالصبي فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة قالت اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك وأخرج إذا خرج نبيك وقد حضر وفي حديث الحداد حضرنا هذا الأمر فولدت غلاما زاد ابن فورك حين قدما المدينة فقالت لابنها أنس انطلق بالصبي إلى رسول الله ص - فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي ص - وهو يسم إبلا وغنما وفي حديث أبي نعيم أو غنما فلما نظر إليه فقال ائتوني بتمرات عجوة فأخذ النبي ص - التمر فجعل يحنك الصبي وجعل الصبي يتلمظ فقال انظروا إلى حب
(١) الصعر: محركة ميل في الوجه أو في احد الشقين (القاموس)