للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نكره الموت قال لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب قال صدقت يا أبا حازم فكيف القدوم قال أما (١) المحسن كالغائب يقدم على أهله وأما المسئ كالأبق يقدم على مولاه قال فبكى سليمان وقال ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم قال أبو حازم أعرض نفسك على كتاب الله فإنك تعلم ما لك عند الله قال سليمان يا أبا حازم وأين أصيب (٢) تلك المعرفة من كتاب الله قال عند قوله " إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " قال سليمان يا أبا حازم فأين رحمة الله قال أبو حازم " قريب من المحسنين " قال يا أبا حازم من أعقل الناس قال من تعلم الحكمة ويعلمها الناس قال فمن أحمق الناس قال أبو حازم من حط في هوى الرحل فباع آخرته بدنيا غيره قال سليمان يا أبا حازم فما أسمع الدعاء قال أبو حازم دعاء المخبتين قال فما أزكى الصدقة قال جهد المقل قال يا أبا حازم فما تقول فيما نحن فيه قال أبو حازم اعفني عن هذا قال نصيحة تلقيها قال أبو حازم إن ناسا أخذوا هذا السلطان عنوة بغير مشاورة من المؤمنين ولا اجتماع من رأيهم فسفكوا فيها الدماء على طلب الدنيا وارتحلوا عنها فليت شعري ما قالوا وما قيل لهم قال بعض جلسائه بئس ما قلت يا شيخ قال أبو حازم كذبت إن الله أخذ على العلماء " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " (٣) قال سليمان يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح قال تدعون التكلف وتمسكون المرؤة قال سليمان كيف المأخذ من ذلك قال تأخذوه (٤) من حقه وتعطيه في أهله قال سليمان أصحبنا يا أبا حازم تصب (٥) منا ونصيب منك قال أبو حازم أعوذ بالله من ذلك قال ولم قال أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني ضعف الحياة وضعف الممات قال سليمان فأشر علي قال أبو حازم اتق الله أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث أمرك قال يا أبا حازم ادع الله لي بخير قال اللهم إن كان سليمان وليك فيسره للخير وإن كان عدوك فخذ إلى الخير بناصيته قال سليمان قط قال أبو حازم قد


(١) بالاصل: " انا " والصواب ما اثبت عن م وبالقياس الى الروايات السابقة
(٢) بالاصل وم: " واني اصبت " ولعل الصواب ما اثبت باعتبار السياق
(٣) سورة آل عمران الاية: ١٧٨
(٤) كذا بالاصل وم
(٥) كذا بالاصل وم