ألاحظ بين أسماء الفائزين في المسابقة ثلاثة إخوة من أسرة واحدة، فما تعليقكم على هذا؟
الجواب
بارك الله فيهم وبارك في والديهم.
يقولون: أكثر الأولاد وراءهم أمهات، واسمحوا لي أيها الآباء، أن أقول: إن أغلب الأولاد تجد الأم تتابعه وتحثه على حفظ كتاب الله، ولهذا اختر الزوجة الصالحة، عليك بذات الدين، (اظفر بذات الدين تربت يداك) الأب قد يكون مشغولاً ولكن من الذي يجلس عند الأولاد؟ من الذي يربيهم أربع إلى خمس سنوات؟ من الذي يعلمه ويربيه وينشئه على القرآن؟ إنها الأم الصالحة، والأب له دور عظيم، ونعم لا ننكر هذا، فأنا أعرف بعض الأولاد منهم الخاتم ومنهم من يحفظ عشرين جزءاً ومنهم عشرة أجزاء، بل أذكر عندما كنا في المملكة أثناء الأزمة التي مرت كنت في المسجد وكان هناك أب عنده ما يقارب أحد عشر ابناً نصفهم تقريباً ختم القرآن والنصف الآخر في الطريق، أحد عشر كوكبة، كل صلاة تلقاهم جالسين هذا يراجع وهذا يسمع الله أكبر! والله لو كان عندك أولاد مثل هؤلاء تنسى الدنيا كلها، ولو أنك تنام على حصير وتأكل كسرة خبز، هذا طعامك وهذا ما تملكه من الدنيا وعندك أولاد مثل هؤلاء والله لكأنما حيزت لك الدنيا بحذافيرها.
فاحرص على الأولاد، وجعلهم يلتحقون بهذه الحلقات، وإذا لم يكونوا في حلقات فقم أنت بتشجيعهم بمالك وبما تملك.
قبل الأخير: هل يجبر الأهل أو الأصدقاء على حفظ القرآن؟
الجواب: لا يجبرون على ذلك، لكن الحث، والترغيب قبل الترهيب (يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا) وأسلوب المكافئة للأطفال وأما إذا ضربته فقد يحفظ اليوم وينسى غداً، بل قد يكره القرآن الذي حفظه؛ لأنه ضرب لأجله، لذلك أنا أنصح الآباء بالتي هي أحسن، بالمكافأة وبالجائزة والتشجيع وتقدم الابن الذي يحفظ أكثر، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقدم حتى في القبر يقدم حافظ القرآن على غيره، وكان يقول:(يؤمكم أقرؤكم لكتاب الله) وكان الصحابة في الجيوش يقدمون الأقرأ، الذي يحفظ أكثر ولو كان أصغر سناً، بل ثبت عن عمرو بن سلمة وكان عمره سبع سنوات أنه كان يصلي بالناس، وكان أكثرهم حفظاً، وابن عباس كان عمره عشر سنوات وليس يحفظ القرآن فقط، بل تفسيره وأحكامه وكل شيء عن القرآن، حتى سمي ترجمان القرآن وعمره عشر سنوات، وكل كتب التفسير فيها: قال ابن عباس، وكان عمره عشر سنوات لما توفي رسول الله.
إذاً الله الله في الرجوع إلى كتاب الله.
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم، وجزاكم الله كل خير، وأشكر الإخوة الفضلاء الذين أقاموا هذا المشروع وهذا البرنامج والذين حضروا، وأسأل الله جل وعلا أن يكونوا قدوات لغيرهم، وجزاكم الله خيراً.