اسمع إلى أولهم وهو البخاري لما كبر يقول عمرو بن حفص الأشقر: فقد البخاري أياماً من كتابة الحديث في البصرة، أياماً لا يكتب الحديث، أين هو أبو عبد الله عليه رحمة الله؟ فقال: فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان، ما عنده ملابس، يقول: وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيء بليت الثياب، وما عنده نقود يشتري ثياباً، قال: فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوباً وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث، الفقر والعلم قرينان، ويندر أن تجد فقيهاً غنياً وتعجب كل العجب! من طالب علم ترك العلم لأجل التجارة، معاشه قد بلغ الخمسمائة أو الستمائة بل بعضهم الألف ولا يرضى بهذا إلا ويقضي ساعات في فتح محلات تجارية، والتجارة ليست بحرام بل نِعم المال الصالح للرجل الصالح؛ لكن أيهما تقارن يا عبد الله: طلب علم أو طلب مال فكر وقارن!