للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحذير من الفرقة والاختلاف]

السؤال

يقول: أصاب الأمة الوهن، وغلبة الدنيا وحبها على المسلمين واختلفوا، بل بدأت كل فئة تقذف الأخرى، بل بدأ بعضهم يقفل دور بعضهم على بعض، يتكلم على من يثير الغل والبغضاء بين المسلمين بين بعضهم البعض؟

فالأمة اليوم تحتاج إلى الإصلاح الاجتماعي، فهل لكم كلمة في ذلك؟

الجواب

نحن اليوم أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة وإلى الاجتماع، وللأسف بعض المسلمين يريد أن يفرق الصف كأنه من جنود إبليس، رضي بالتحريش بينهم، هذا الرجل ما له عمل إلا التحريش بينهم كأنه من الشياطين والعياذ بالله، الآن أوروبا على اختلاف أديانها ومذاهبها تتحد، واليهود على اختلاف أجناسهم يتحدون، وكل العالم الآن يتحد ويتحد إلا المسلمين يتفرقون لماذا؟

والله عز وجل يقول: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:٤٦] يعني: لا يوجد في الأرض اليوم دين كامل محفوظ مثل دين الإسلام، النصارى عندهم أربعة أناجيل، وكل واحد هم مختلفون فيه، لا يوجد دين مجتمع مثل الإسلام، يا إخوان! كتاب وسنة وعبادات وشعائر كلها واحدة، وانظر بعض أهل الإسلام في زماننا يمكن يقاتلك على مسألة اجتهادية لماذا يا أخي؟

الصحابة اختلفوا الصحابة في عهد عثمان بن عفان كم بين عثمان والرسول سنوات قليلة حكم أبو بكر ثلاث، وعمر عشر سنوات عثمان حكم، ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم إلا قبل سنين قليلة، الصحابة كلهم متواجدون فصلى فيهم في منى كم كان يصلي النبي في الحج الصلاة الرباعية كم كان يصليها؟

ركعتان تقصر الرباعية في منى هذا الشيء للرسول والصحابة كلهم يشهدون، عثمان قال: أنا أجتهد وأرى أن نصلي أربع ركعات، قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا نسك كلنا نشهد أن رسول صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين كيف تصلي أربع؟

اجتهد عثمان ورأى أن الصواب أربع فكبر وصلى أربعاً، الذين لم يروا أنها أربع ركعات بل ركعتين هل خرجوا من الصلاة؟

هل أنكروا على عثمان وابتعدوا وفرقوا الصف؟

تعرف ماذا عملوا؟

كل الصحابة صلوا وراء عثمان أربع ركعات بالإجماع كلهم، واحد بعد الصلاة يريد أن يسأل لماذا؟

أنتم ترون أن هذا خلاف السنة وصليتم أربع، لماذا فعلتم هذا الفعل؟ تعرف ماذا قال الصحابة، قالوا: يا فلان! الخلاف شر، نحن لا نقبل بالخلاف، قد نختلف بيننا وبين بعضنا، ونتناقش ونتحاور، وقد تقتنع وقد لا تقتنع؛ لكن نبقى يداً واحدة، عندما كنا أطفالاً علمونا (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد) هل نحن اليوم جسد أم تفرقنا إلى جنسيات وألوان ولغات ومذاهب، حتى تجد داخل أهل السنة -يعني ما في فرق بينهم نفس العقيدة- لكن يختلفون.

في مرة من المرات أحد الإخوة كان يحذر من إمام لا تجوز الصلاة خلفه فقلت: لماذا لا تجوز الصلاة خلفه؟

قال: هذا إذا وضع يده يضع يده تحت السرة في الصلاة قلت: الله أكبر إلى هذه الدرجة ضيقتم الدين وضيقتم الفهم! يقول لي: يكبر يحط يده تحت السرة قلت له: والله لو أنزل يده، ولم يضع يده أصلاً لكانت صلاته كاملة وصحيحة، أصل وضع اليد سنة ليس بواجب، كيف أنتم أخرجتم الناس وضللتم الناس! -طبعاً هذا فهم والحمد لله، قليل من العلماء وأهل العلم والدعاة من يعي خطورة تفريق المسلمين وضرب بعضهم ببعض، هذا خطر خاصة نحن في هذه الأيام، فلندع إلى توحيد المسلمين وإلى جمع كلمتهم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.