إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الأخوة الكرام: حديثنا في هذه الخطبة عن بيوتنا وأسرنا، وعن هذه الأماكن التي نعيش فيها كيف نعيش؟! وما هي الأخطار التي تهددها؟!
عبد الله: قبل أن أبدأ بالكلام عن هذه الأخطار والمصائب التي داهمت بعض البيوت، إياك ثم إياك أن تجيبني فتقول: الحمد لله! بيتي خالٍ من هذه الأمور الحمد لله! لم أر كل هذا في بيتي، لا تقل ولا تجب بهذه الإجابة فإنك من بيت جارك قريب، وابنك يلعب مع أبناء الجيران؛ بل يدرسون في مدرسة واحدة ابنك مع ابن فلان وابن فلان، بل إنك تعيش مع البيوت التي بجوارك عيشاً واحداً ابنك معهم، وابنتك مع بناتهم، وزوجتك تزورهم ويزورونها.
عبد الله: إن ما يحدث في بيوت كثير من المسلمين لمصائب خطيرة، لا نستطيع السكوت عنها، بل لا يستطيع أحد منا أن يصبر عليها، وسوف نتكلم عن جزء يسير عما يحدث في بعض بيوت المسلمين، وإلا فلو استرسلنا لطال بنا المقام، فالمعاصي التي بدأت تدخل بعض البيوت، سوف نتكلم عن جزء وطرف منها