اسمع إلى هذه القصة العجيبة! كان شاب يحضر مع الصالحين المساجد حفظ القرآن حلق الذكر يحضر الديوانيات المسابقات، رجل سعيد في الدنيا، يلعب وقت اللعب، ويستفيد من وقته وقت الاستفادة، يطيع الله عز وجل، ويطيع والديه، ويحضر مع الصالحين، وفي يومٍ من الأيام تعرف على صحبة سوء، طرقوا عليه الباب، قالوا: يا فلان! تعال، قال: عندي طلعة مع الشباب، قالوا: مع من؟ قال: مع الصالحين، يسمونهم مطاوعة!
قالوا: يا مسكين! أنت الآن شاب، تعال معنا نذهب إلى السوق، هناك بنات، وهناك ملعب وأغاني، ونتجول بالسيارة ونتعشى ونفعل ونفعل، وتردد هذا الشاب، يذهب أم لا؟ قال: أخبركم بعد العصر، جاء إخوانه الصالحون قبل صلاة العصر، ودقوا عليه الباب، فلان موجود؟ أرسل الخادمة أو غيرها من أهل البيت، وقالت: هو غير موجود -انظر الشيطان! خطوة خطوة، ذهب الصالحون للتأكيد فصدقوه، لعله غير موجود لعله مشغول- جاء أصحاب السوق بعد العصر يا فلان! هل تذهب معنا؟ قال: نعم! انظر الشيطان خطوة ذهب إلى السوق وترك الصلاة، وفي الطريق كان الشباب من الفسقة مسرعين بالسيارة، وأثناء تلك السرعة، انفجر أحد الإطارات، وهو قاعد عند سائق للسيارة، فانصرفت به السيارة إلى الخط السريع، أراد أن يثبتها فما استطاع، وهذا السائق علم أن السيارة سوف تنقلب فرمى بنفسه منها، أما ذلك الشاب فإنه جالس في السيارة، وحاول أن يخرج فتعلق ثوبه بالسيارة ويه لا زالت تمشي، ولا زال هذا الشاب معلق والسيارة تمشي ويضرب بالسيارة ويضرب بالشارع حتى انقلبت السيارة وهو متعلق فيها، ومات هذا الشاب، وما صلى صلاة العصر مسكين! الأجر انتهى، لو ذهب مع الصالحين كيف كان سوف يموت؟
صلى العصر، وجلس يقرأ القرآن، ومات وهو يقرأ القرآن إلى أين مصيره؟ إلى جنة عرضها السماوات والأرض، أما الآن فهو مسكين، ترك الصلاة، وأمضى إلى مصيره، انظر كيف عذبه الله في الدنيا! وبعد ذلك هذا الشائق، ما أصابته شيء، أصابه جروح خفيفة، قالوا له: ماذا جرى؟
قال: والله لا أدري هذا الذي مات هو الذي كان يقود السيارة وما تحكم بها، وكان متهوراً، ومسرعاً بها، فانقلبت بنا، وهو الذي كان السبب، اتهم صاحبه وكان صاحبه بريئاً.