يأتيه رجل من الأعراب فيجذبه من ردائه، حتى أثَّر الرداء على صفحة عنقه عليه الصلاة والسلام، فإذا بالأعرابي يقول:(يا محمد! أعطني من المال -أعطني شيئاً من المال- فإذا بالنبي يبتسم، ويقول لأصحابه: أعطوه من بيت المال).
يسوِّي الصفوف يوماً من الأيام، فإذا برجل من الصحابة متقدم فيدفعه النبي فكأن وجهه قد تغير، فقال له النبي:(أوجعتك؟ قال له: نعم، قال: أتريد أن تقتص؟ قال الصحابي: نعم -الله أكبر! قائد الجيش مع فرد من الأفراد- قال: خذ حقك، والصحابة ينظرون، فقال له الرجل: يا رسول الله! إن بطني مكشوف، فاكشف لي عن بطنك، فكشف النبي عن بطنه -يريد الصحابي الآن أن يأخذ حقه، أتعرف ماذا صنع؟ - انكب الصحابي على بطن النبي وأخذ يقبله وهو يبكي، قال النبي: لم فعلت هذا يا فلان؟ قال: أردتُ -قبل الجهاد ربما أموت- أردت أن تمس بشرتي بشرتك قبل أن ألقى الله عز وجل).
{ن وَالْقَلَمِ}[القلم:١] انظر للقسم! {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:١ - ٤] مَن الذي يصفه بهذا؟ رب العالمين جل وعلا، يصفه بأنه على خلق عظيم.
في معركة بدر يقول عبد الرحمن بن عوف:[غمزني شاب عن يميني، قال: يا عم! أين أبو جهل؟ قلت: ما شأنك وشأنه يا غلام؟ قال: لقد سمعت أنه سب رسول الله، فوالله إن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعدل منا! سبحان الله! قال: فغمزني شاب عن يساري، فقال لي نفس الكلام، قال: سمعت أنه سب رسول الله].
أين شباب الأمة اليوم؟! أين هم مِن الذين يسبون رسول الله؟! أين هم من الذين يطعنون في رسول الله؟! أين هم من الذين يستهينون بسنة رسول الله؟! أنا لا أقول: نغتالهم، بل ندافع عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، إن كان الأمر جهاداً فالقتل هو نهاية من يطعن في رسول الله، الحرب والقتل والجهاد.
قال:[فلما رأيت أبا جهل قلت لهما: هذا صاحبكما، فانقضا عليه كما ينقض الصقر على الفريسة، فأردياه قتيلاً] لمه؟ إنه الحب لرسول الله، الحب الذي لا يعدله حب ألبتة.
يقول أحد الكفار المستشرقين: لو كان محمدٌ حياً لحل مشاكل الشرق والغرب -كل المشاكل؛ الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية- وهو يشرب فنجان قهوة.