بعض الناس ينفر عن الدعوة بسبب الخلافات، ويترك الدعوة بحجة الخلافات.
ماذا توجه له من نصيحة؟
الجواب
ما ذكرته يعتبر من أسباب الفتور في الدعوة إلى الله، ونحن لم نذكر جميع الأسباب، ومنها الفردية في الدعوة، فإن كثيراً من الناس مرت به فترة من الدعوة وهو نشيط جداً، وأظن بعضكم يذكر البعض.
حين كان من أنشط الناس في الدعوة إلى الله ثم إذا به يتراجع، فما الذي حدث له؟ حدث أنه كان يدعو إلى الله لكن لوحده وما عليه من غيره، وهو ينسى أن ديننا دين جماعة، دين تحاب، قال تعالى:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}[الأنفال:٦٣]، وأمر رسوله فقال:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:٢] فأنت لا تستطيع لوحدك، وديننا دين جماعة، دين تآلف، دين وحدة.
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:٤] فلو جاء الجهاد فأظن أن هذا الذي يدعو وحده ويقول: أنا لا أدعو إلى الله مع هؤلاء لأنه توجد عندهم أخطاء ومخالفات، سيبقى وحده، فنقول: هؤلاء متفقون معك على أصول أهل السنة ولكن عندهم بعض الإشكالات التي تختلف أنت معي فيها، ويختلف فيها كبار أهل العلم، لكن ينبغي أن ندعو إلى الله:{صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:٤] أسألك: لو جاء الجهاد في سبيل الله فماذا سوف تفعل؟
لا أظنك سوف تجاهد معي، لأنك الآن لا تدعو إلى الله معي، بل لو أتى الجهاد في سبيل الله فلا آمن أن ترفع السلاح في وجهي، هذا الذي حصل في كثير من بلاد المسلمين يرفع أحدهم السلاح في وجه الآخر، فالحاصل أنه ينبغي الاجتماع والتعاون.