عبد الله: إن قلت لي: إن لي والدين قد توفيا، فاسمع لهذا الأثر، يقول أبو هريرة رضي الله عنه:[ترفع للميت بعد موته درجته، فيقول: -أي بعد الموت لما يلقى الله، ويرى درجته عالية في الجنة وله منازل رفيعة في الجنة، وهو لم يفعل شيئاً في الدنيا- فيقول: أي ربي! أي شيء هذا؟ -هذه الدرجات والأعمال أي شيء هذا يا رب؟ - فيقول: ولدك استغفر لك] ادع لهما اللهم اغفر لي ولوالدي، ادع لهما في السجود وفي السحر وبين الأذان والإقامة وفي أي وقت يستجاب فيه الدعاء، ادع لهما بالمغفرة:(وولد صالح يدعو له) وعليك بكثرة الصدقة عنهما، فإن الصدقة مقبولة، عن الأحياء والأموات، وإن اعتمرت أو حججت عن نفسك، فإنه يشرع لك -يا عبد الله- ويجوز لك أن تعتمر عنهما وتحج عنهما.
يا عبد الله: إياك إياك أن تنساهما ولو ماتا ولو توفيا! هذا نوح عليه السلام يقول: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً}[نوح:٢٨].
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.