للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عاقبة مدمن الخمر]

أخي الكريم: تذكر وأنت تقدم على تعاطي تلك المخدرات، وتقدم على استقائها وعلى تجرعها تذكر يا أخي العزيز أنت تتعرض لغضب الرب جل وعلا، واعلم أنك لو مت وأنت على هذه الحال ما دخلت الجنة: (ثلاثة حرم الله عليهم الجنة منهم: مدمن الخمر) الخمر الذي يذهب العقل، ويتفرع عليه المخدر هذا الزمن.

تذكر يا أخي العزيز! وأنت تتجرع هذه المخدرات أن المصير في النهاية والخاتمة أنك تتجرع من ماءٍ صديد، قال تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} [إبراهيم:١٥ - ١٦] نهاية المخدرات والإدمان عذاب في الدنيا، ثم حسرة، ثم موت، ثم جهنم، قال تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} [إبراهيم:١٦] قيح وصديد، تتشقق الجلود فتخرج قيحاً يتسابق أهل النار إليه ليأكلوه وليشربوه، قال تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم:١٧].

بل جاء في الحديث الصحيح: (أن شارب الخمر يُسقى من ردغة الخبال) عصارة أهل النار، يخرج بعضها من الجلود، ويخرج بعضها من الفروج، ويخرج بعضها من الأفواه، عصارة أهل النار يتسابق إليها شربة الخمر والمسكر والمخدر ليأكلوها وليشربوها، تذكر إن كنت من المتعاطين هذا المصير، قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان:٤٣ - ٤٤] {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} [الدخان:٤٥] لما يأكلون منه تغلي البطون.

أرأيت القدر كيف يغلي بالماء؟ هكذا البطن يغلي ويفور من ذلك الطعام، قطرة من الزقوم لو سقطت على الدنيا لأفسدت الدنيا بما فيها، كيف بمن تكون طعامه؟! تذكر وأنت تقدم على هذه المعصية وذلك الإثم هذا المصير، قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} [الدخان:٤٣ - ٤٧] يدفع دفعاً، الملائكة تدفعه إلى قعر جهنم: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الدخان:٤٧] إلى قعر جهنم، {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ} [الدخان:٤٨] صبوا على رأسه عذاب الحميم، إذا صُبَّ على الرأس يدخل إلى المعدة ويقطع الأمعاء، إنا لله وإنا إليه راجعون! هل تعدل تلك الجلسات، وهذه الهلوسة، وتلك السهرات، وهذه الحبوب، ذلك العذاب؟!