هنا تكلمت الملائكة ونطقت بإذن الله:{قَالُوا يَا لُوطُ}[هود:٨١] من هنا بدأ الفرج وبدأت البشائر: {يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ}[هود:٨١] تدخلت القوة من السماء، وأذن الله عز وجل بالانفراج، وبدأت البشائر:{إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْك}[هود:١].
أيها الداعية إلى الله: لا تنظر ولا تقرأ الأخبار والإحصائيات والتقارير: كم عندهم من الصواريخ! ومن الأسلحة! ومن الجيوش الجرارة! ومن الأموال الهائلة! والدعاة إلى الله لا يملكون إلا ألسنتهم، وبعض الأقلام! لا تظن أنه لا مقارنة ولا سبيل للنصر، فإن النصر من عند الله وحده.
{يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}[هود:٨١] وبدأت الآن خطة النصر: يا لوط اخرج في الليل.
ولربما يعمل الدعاة إلى الله أحياناً في الليل، ولا يملكون إلا العمل في الظلام بعض الأحيان، وبعض الأحيان يدعون إلى الله بالسر، بل بعضهم في روسيا الاتحادية والجمهوريات الشيوعية كانوا يعملون في السراديب.
فإذا بلوط عليه السلام يؤمر بالخروج ليلاً، قال: لِمَ؟
قالت الملائكة:{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}[هود:٨١] سوف يأتي الفجر أيها النبي الكريم -أيها الداعية إلى الله! سوف يأتي الفجر- فإذا بلوط عليه السلام يستبطئ الفجر الفجر بعيد والليل طويل ولكن الملائكة ترد على لوط فتقول له:{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}[هود:٨١].