جاءني شاب قبل فترة إلى المسجد، فأخذ يسلم علينا مع صحبه، وقال: يا شيخ! انظر إلى هذه الصورة، نظرت إلى الصورة، قلت صورة من هذه؟ قال: هذه صورتي، قلت: تكذب عليّ، قال: والله هذه صورتي، قلت: الوجه مختلف، هذه صورتك جميلة الشكل، أما الوجه الذي أمامي فهو قبيح مظلم قلت: ما السبب؟ ما الذي جرى؟
يقول: تعرفت فترة على أناس يقول: أعطوني شراباً لا أعرف ما هو، فإذا فيه مخدرات، ببسي أو غيره، يقول: فشربته وتلذذت بهذا الشراب، وبعد فترة أجبروني على المخدرات، فما استطعت أن أنفك منها، لأن المخدرات إن بدأت فيها لا تستطيع أن تتخلص منها، يضحكون عليه في البداية، ببسي أو عصير أو شاي أو حلوى ويضعون فيها المخدرات، ويقولون: كل هذه الحلوى وهذا يأكلها وهو لا يدري ما هي، فإذا به يتلذذ بها، وبعد فترة يقول: لم أستطع أن أتحمل، تركتهم فهددوني بالسلاح، قالوا: إن لم تتعاط معنا المخدرات نقتلك، يقول: حاولت، أدخلت المخدرات فمي، تعرف كيف يأتي يوم القيامة هذا الشاب ماذا يفعل إن لم يتب:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}[الفرقان:٢٧] يأتي يوم القيامة -الواحد اليوم عندما يتحسر يعض على إصبعه- وهذا يوم القيامة يدخل يديه كلتيهما إلى فمه، ويعض على يديه:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}[الفرقان:٢٧] لمَ؟ {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً}[الفرقان:٢٧].
يا ليتني كنت معهم في حفظ القرآن في المساجد في المراكز أحضر الذكر أتعلم السنة، هذا يوم القيامة وهو يعض على يديه:{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً}[الفرقان:٢٨ - ٢٩].
أيها الشاب! أنت الآن في مقتبل الحياة، لا تدري ماذا يحدث خارج البيت خارج الشارع خارج هذا المحيط أتعرف ما الذي يجري في المجتمع؟
شباب عمر الواحد أربع عشرة سنة، يقبض عليه في السرقة في بيع المخدرات في أماكن محرمة ممنوعة.
أتعرف بهذا يا أخي الكريم، الواحد منهم عمره ثمان أو سبع سنوات يشرب الدخان ما الذي أرداه إلى هذه الحال، إنه تعرف على فلان في الفريق، أو صحبة فصل، ما كان يصلي ولا يحضر مع الصالحين، كان يمنعني عن القرآن.