أرجو توجيه كلمة لبعض الشباب الذين يتكلمون في العلماء والمشايخ، والانشغال بالفروع البسيطة في الدين؟
الجواب
أكثر ما يصدر هذا إما من أناس جُهَّال بدين الله عزَّ وجلَّ، فيبدأ يتكلم في العلماء والمشايخ، أو من أناس أصابهم الغرور والعُجب، فيظنون أن مستواهم أعلى من الشيوخ والعلماء، فيبدأ يطعن فيهم، أو من إنسان يظن أن العلماء معصومون، فإذا رأى خطأً من عالم أقام الدنيا وأقعدها، سبحان الله! يا أخي كل الناس يصيبون ويخطئون، (كل بني آدم خطاء) فيبدأ يجمع أخطاء الشيخ الفلاني وأخطاء الشيخ الفلاني، ويبدأ يتكلم ويضيع وقته وعمره، يقول ابن عباس:[من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله] أتعرف لماذا يا أخي؟ لأن العلماء ورثة الأنبياء، ومن الذين يرثونك؟ إنهم أقرب الناس إليك، أبناؤك وزوجتك وإخوتك، ولهذا لما كان العلماء ورثة الأنبياء فهم أقرب الناس إلى الأنبياء، وهذا يتكلم فيهم في المجالس، من أنت؟ هذا جمع من الحسنات أمثال الجبال، وأنت ماذا جمعتَ؟ حتى الفجر ربما لم تصله، وكل مجالسك غيبة ونميمة، ولو سألناك عن سورة الأنعام ربما لم تحفظها، وهذا الإنسان قد أفنى عمره في العلم والدعوة والجهاد، ولعله أخطأ بعض الأخطاء التي لا يسلم منها أحد.
وأسألك سؤالاً: رجل يحفظ سورة الإخلاص، ورجل يحفظ القرآن، أيهما تكثر أخطاؤه؟ من المعلوم أن الذي يحفظ القرآن كله أخطاؤه أكثر؛ لأنه حافظ كل القرآن، ولهذا كثرت أخطاؤه، أما الذي يحفظ الإخلاص فقط فهذا ليس عنده أي خطأ؛ لأنه ليس عنده علم، ولأنه جاهل، وربما تكون جالساً في المنطقة الفلانية، ولا يعرفك أحد، ولا يراقبك أحد، وليس لك ولا درس واحد، ولو كان لك درس فسنخرج عليك مائة خطأ، حتى اللغة العربية لا تعرف أن تنطقها، لغتك أعجمية، تنصب الفاعل، وترفع المفعول، ومع هذا تجلس في مجلس وتقول: الشيخ الفلاني فعل، والشيخ الفلاني ما فعل، والشيخ الفلاني مبتدع، والشيخ الفلاني كذا.
فهذا إما جاهل وإما مغرور.
وهذا إن لم يتب ويصلح أمره فسوف يفضحه الله عزَّ وجلَّ ولو بعد حين.