أختي الكريمة: اجلسي في البيت، هل تعودت يوماً من الأيام أن تجلسي مع ابنك الصغير الذي عمره ست أو سبع سنوات تعلميه كتاب الله؟ هل جربت أن تجلسي مع البنت الصغيرة وتقرئي عليها الفاتحة، وتقرأ معك الفاتحة، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وإنا أعطيناك الكوثر؟
تعلمين الصبي الصغير كيف يتوضأ، والبنت الصغيرة تربينها منذ الصغر على العفاف والحياء، والحشمة، تعلمينها ولو كان عمرها ست أو سبع سنوات، أنها لا تخرج إلا متحجبة متعففة، لا تقلد الغرب، لا تقلد أولئك الكافرات، هل جربت أن تصلحي البيت؟
ما بال البيت أختي الكريمة لا نسمع فيه القرآن؟ ولا يتلى فيه كتاب الله جل وعلا، ما الذي جرى في البيت؟ بيوت الصالحات السابقات، إذا دخلت البيت ترينها آخر الليل الزوجة والزوج يقومان الليل، فإذا أذن الفجر استيقظ أهل البيت -كل من بلغ سبع سنوات- ليصلوا الفجر، ما بالنا في بيوتنا أختي الكريمة لا نرى في صلاة الفجر ضوء يضاء، ولا ناراً تشعل، ولا سراجاً يضيء؟ ما لنا أختي الكريمة! نرى البيوت لا تستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، بيوت نسأل الله العافية، أزال الله عنها البركة؟
أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! أراك تذهبين إلى المدرسة، وتخالطين الفتيات، وتجلسين مع بعض المتبرجات، ما أراك تتكلمين بكلمة، أو تهديهن شريطاً أو كتيباً أو تنصحينهن بنصيحة؟! ألم تسمعي قول الله جل وعلا:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}[يوسف:١٠٨].
أينما كنت أيتها الأخت الكريمة؛ في المدرسة، والبيت، والشارع، والسوق، والوظيفة، أنت داعية إلى الله جل وعلا، لا فرق بين الرجل والمرأة.
المرأة تدعو النساء، والرجل يدعو الرجال في الفصل، وإذا خرجتن من المدرسة، إذا جلست بين الحصص تجلسين مع فلانة، تقولين لها: اسمعي هذا الشريط لعل الله أن ينفعك به، فلانة! ما رأيك بهذا الكتيب هو هدية مني إليك، فلانة! عندنا مجلس للذكر، نجتمع فيه عند بيت فلانة، نستمع إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، نتدارس القرآن، نتعلم بعض الخير، ما رأيك أن تأتي إلينا إلى هذا المجلس؟ فلانة ما لي أراك لا تتحجبين، ألا تخافين من نار الله جل وعلا؟ ألا تخشين عقوبة الله؟ ألا تعلمين أن المتبرجة لا تدخل الجنة، ولا تجد رائحة الجنة؟
أختي الكريمة: عندما تذهبين إلى الأسواق، مالي أرى حالك كحال كثير من النساء، لا تبالي بحلال أو حرام، تخرج متعطرة، متبرجة، متزينة، وكأنها تقول للرجال: انظروا إلى هذا الجمال، وانظروا إلى هذا الوجه، ومن منكم يتبعني؟ ومن منكم يلحقني؟