قال أبو بكر أحمد بن محمد المروزي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وذكر أخلاق الورعين فقال: أسأل الله ألا يمقتنا، فقلت له: يا أبا عبد الله! ما أكثر الداعين لك، فهل قال: ما شاء الله أنا أحسن الناس، أنا من أهل الجنة، أنا ما شاء الله عالم، أغتر بنفسه، مع أنه حافظ ألف ألف حديث، وذكر أخلاق الورعين فقال: أسأل الله ألا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟ فقلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعين لك، فأغرقت عيناه بالدموع، ثم قال: أخاف أن يكون هذا استدراجاً، أسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون، ويغفر لنا ما لا يعلمون.
هكذا الورع يا إخواني، وهكذا التقوى عند الأئمة الأعلام رضي الله عنهم.