أي: أن الكرامة مبدأ من مبادئ العقيدة الإسلامية عند أهل السنة والجماعة.
اسمع كرامات الإمام، وكيف يستجيب الله دعاءه مباشرة.
قال محمد بن علي السمسار: رأيت أبا عبد الله جاء بالليل إلى منزل صالح، وابن صالح تسيل الدماء من منخريه، يعني: ولد ولده، وقد جمع له الطب وهم يعالجون بالكتل وغيرها، والدم يغلبهم، فقال له أبو عبد الله: أي شيء حالك يا بني؟ قال: يا جدي! هو ذا أموت، يعني: كأني أموت، ادع الله لي، فقال له: ليس عليك بأس، ثم جعل كأنه يحرك يده فانقطع الدم وقد كانوا يئسوا منه؛ لأنه كان يرعف دماً، بشدة.
الحادثة الثانية المشهورة ويذكرها ابن الجوزي في صفة الصفوة كذلك، قال العباس بن محمد الدوري: حدثني علي بن أبي حرارة، أحد جيرانه، قال: كانت أمي مقعدة، أي: مشلولة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو الله لي، فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب، سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، يعني: غضبان، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، يعني: اذهب حق على أمك أن تدعو الله لنا، أما نحن فأناس فقراء، فولى الولد منصرفاً، وفي رواية: ولى يبكي على أمه المسكينة، أحمد بن حنبل ما دعا لها، فخرجت عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد الله أقبل، فقلت: نعم، فقالت قد تركته يدعو الله لها، يعني: أن هذه العجوز والظاهر أنها أم أحمد بن حنبل قد جعلته يدعو الله لها، قال: فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب، فخرجت أمي على رجلها تمشي حتى فتحت الباب، فقالت: قد وهب الله لي العافية، وهذه من كرامات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
حدثني إبراهيم بن هانئ قال: حدثني النساج جار لـ أبي عبد الله قال: كنت أشتكي، فكنت أئن في الليل، فخرج أبو عبد الله في جوف الليل، فقال: من هذا عندكم يشتكي؟
فقيل له: فلان، فدعا له وقال: اللهم اشفه، ودخل فكأنه كان ناراً صب عليه ماء، محموم ويئن فصار بعد ذلك بارداً وصح مباشرة من دعاء الإمام أحمد بن حنبل، مطعمه حلال، ورَعٌ، ودعاءٌ، وقيامُ ليلٍ، وخوفٌ مِنَ الله، ونحن لماذا لا ندعو؟ ولماذا لا يستجيب الله لنا؟! الله أعلم.