أخي الكريم! هل التفت إلى زوجتك؟ هل نظرت إلى أولادك وأبنائك؟ هل فكرت في إخوانك وأخواتك؟ هل فكرت فيمن خلفت في البيت الآن وأنت تسمعني؟ كيف يقضون الأوقات؟ هل تعرف إلى أين يخرج الأبناء والبنات؟ وعلى ماذا يسهرون؟
إنني أتعجب عندما أعلم أن بعض الآباء لا يعلم عن أبنائه وبناته شيئاً، بل لا يعلم عن زوجته إلى أين تخرج؟!!
اسمع ما الذي حدث لهذه الفتاة!! تقول عن نفسها: كنت من عائلة معروفة ومحترمة، تزوجت من أحسن الشباب، وحسدني الناس على زواجي.
تقول: دللني زوجي، وعشت معه أسعد حياة، حسدني الناس على هذه الحياة اسمع ما الذي حدث؟ وانظر إلى تلك المأساة، تقول: ومرت الأيام حياة سعيدة، سرور وفرح، نخرج ونتمتع في هذه الدنيا، لم يمنعني يوماً من الأيام من شيء طلبته، حتى جاء اليوم الذي تعلمت فيه شيئاً يسمى (الإنترنت) أسمعتم به؟ أظن أن بعض البيوت قد امتلأت بهذا الجهاز، تقول: فجاءني زوجي بالكمبيوتر بعد إلحاح شديد، وعلمني على الإنترنت، وكانت لي صاحبة تعلمني على كيفية استخدامه، ومرت الأيام حتى تعلمت ما يسمى (غرف المحادثة) دردشات وغيرها، فبدأت أتحدث مع الناس وزوجي يذهب إلى العمل وأجلس ساعات الصباح طولها وعرضها أمام الكمبيوتر عند (الإنترنت)، وكنت امرأة صالحة، لم أكن أفعل شيئاً من الحرام تقول: وكان أكثر حديث الناس في الإنترنت حديثاً ساقطاً ولا آبه به، حتى التقيت بشاب في (الإنترنت) كان من أفضل الشباب خلقاً، فكان يحدثني وأحدثه، وتقول: كيف أن بعض الآباء لا يدري أن بعض الغرف في (الإنترنت) صوت وصورة، تراه ويراها، حتى لا تحتاج البنت إلى أن تخرج من البيت، وبعض الغرف في (الإنترنت) فيها فساد الله أعلم به، وأنا لا أريد أن أفصل، حتى لا يستدل البعض على الحرام.
تقول: وبعدها أخذت أتحدث مع الشاب كل يوم، ولم أفكر بالحرام يوماً، حتى تعلق قلبي به، فبدأت المشاكل تظهر مع زوجي، ساعات طويلة على الإنترنت، وكنت أحب زوجي، كان شاباً من أجمل الشباب وأحسنهم، ولكن أحببت ذلك الشاب أيضاً، ومرت الأيام حتى بدأ يواعدني إن طلقني زوجي أن يتزوجني، فظهرت المشاكل بيني وبين زوجي، فأخذ الكمبيوتر وحرمني منه، وشك فيّ بعد زمن، وأخذت أكلم صاحبي بالهاتف، فشك زوجي فيَّ ووضع جهاز تصنت على الهاتف، وبعد أيام اكتشف الفضيحة، وعلم بالأمر، تقول: وكان من أطيب الناس، لم يفضحني ولم يفعل فيّ شيئاً، فجاء إليَّ ووضع المسجل وسمعت منه المحادثة، فقلت له بعد أن بكيت: ماذا تريد؟ قال: اذهبي إلى بيت أهلك واطلبي الطلاق، وسوف آتي وأطلقك، وكأن الأمر لم يحدث.
تقول: أحببته ولكن أحببت عشيقي أيضاً، وفعلاً ذهبت وطلبت من أهلي أن يطلقني زوجي، وفعلاً دمرت بيتي بنفسي.
تقول: وبدأت أخرج مع العشيق، وكانت البداية من الإنترنت وألتقي معه، حتى بدأ يعاشرني، حتى بدأ يواقعني، واستمرت الفاحشة أياماً وشهوراً، وكلما كنت أقول له: متى الزواج؟ يقول لي: حتى أكون نفسي، آتي إليك غداً أو بعد غد حتى انقطع عني في يوم من الأيام، فاتصلت عليه فقلت له: يا فلان! متى تأتي للزواج مني؟ قال: أيتها الساقطة، قلت: ماذا؟ قال: أيتها الساقطة، أتظنين أحداً يفكر بالزواج منك؟ قالت لِمَ؟ قال: من خانت مرة ربما تخون مرة أخرى، وقال: أنا شاب أستمتع بك أياماً، لكن إذا فكرت في الزواج لن أبحث عنه في الإنترنت، الزواج أعرف طريقه، الصالحات أعرف طريقهن، أما أنتِ فساقطة أقضي معها بعض الوقت فقط.
تقول الشابة: وأنا الآن قد تجاوزت الثلاثين من العمر، ولم يأت أحد لخطبتي ولا للزواج مني، ضاعت حياتي وأنا الآن أفكر بالانتحار!! تقول: وأنا أكتب الرسالة، وربما تصلكم وأنا منتحرة، وربما تسمعون حكايتي وأنا تحت التراب، فإن كنت قد مت فادعو لي بالمغفرة، وإن كنت لا زلت حية فادعو الله لي بالهداية، لعل الله عز وجل يهديني:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[النور:٢١].
بدايتها الإنترنت، وليس كل ما في الإنترنت حرام، هناك أمور صالحة، هناك دعوة إلى الله في الإنترنت، وطلب علم، ولكن انتبه! واحرص على أولادك، وانظر ماذا يشاهدون؟ وماذا ينظرون؟ حتى الهاتف، إنه سلاح ذو حدين، عندما تجلس الفتاة في غرفتها وتقفل على نفسها الباب، وتجلس في الغرفة إلى منتصف الليل تتكلم بالهاتف، ألا يدعو هذا إلى الشك والريبة؟ أين الأب والأم؟ أين الأولاد؟ وعندي قصص -والله- لو تكلمت إلى الفجر فلن أنتهي، كلها حقيقية، وفتيات بعضهن تكلمني بنفسها في الهاتف، والله يبكون الدم وليس الدمع، من المآسي التي وصلت إليها، وأولها اتصال، وربما نظرة، تقول بعضهن: أول ما خرجت من المدرسة إلى البيت، نهاية الدوام، نظر إليّ فكلمني، تقول: أول مرة ارتعدت فرائصي وارتجفت وخفت، ولكنها النهاية، تقول: وأنا الآن في وكر الرذيلة، أتعرف ما هو السبب؟ إنها خطوة بعد أخرى {لا تتبعوا خطوات الشيطان}[النور:٢١].