المخالفة السابعة: التحمس للعبادة أول الشهر، ثم لا يزال الحماس ينقص شيئاً فشيئاً، نرى مصليات النساء أول رمضان ممتلئة، ثم ينقص صفاً، ثم صفين، ثم يأتي آخر رمضان ولا نجد إلا نصف المصليات، أين هن؟ إن الأمر حماس فقط، يوماً أو يومين، والله جل وعلا يقول:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر:٩٩] بل أنت مطالبة -يا أمة الله- بالصيام والقيام إلى أن تموتي، فإذا ذهب رمضان هناك صيام نفل، وصيام تطوع، وهناك قيام طوال ليالي السنة، وليست المرأة معذورة أن تترك القيام من رمضان إلى رمضان القادم، هذا يدل على ضعف إيمانها، وقلة حرصها على دين الله جل وعلا، وليس الأمر بواجب لكنه أمرٌ مستحب، ولا يغفل عنه إلا غافل؛ ولهذا نجد بعض النساء تتحمل أول الأمر يومين، وثالث يوم تقرأ القرآن ما شاء الله، وتقوم الليل، ثم تبدأ تضعف، فتصلي ركعتين، أو تحرص على الوتر والدعاء، ثم تأتي إلى القيام ليلة وتترك ليالي، ثم لا تذكر القيام إلا آخر ليلة أو ليلة القدر، حتى يأتي رمضان القادم، والله جل وعلا يصف شهر رمضان بقوله:{أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ}[البقرة:١٨٤] هي أيام تأتي وتذهب مسرعة، بل لعله يأتي رجل أو تأتي امرأة تذكرك -يا أمة الله- بآخر ليلة، تذكرك بوداع رمضان، وماذا فعلنا في ليالي رمضان، وماذا فعلنا لله جل وعلا، وهل قبلنا الله جل وعلا، وهل أعتقنا من النار أياماً معدودات، تأتي وتذهب مسرعة، بل -والله يا أمة الله- ذهب رمضان السابق، وأتى رمضان القادم وما أحسسنا به، أحد عشر شهراً ذهبت مسرعة وما أحسسنا بذهابها؛ لأن العمر يذهب مسرعاً، فإياك ثم إياك والتكاسل عن العبادة والطاعة!