كل إمام له أصول وقواعد يبني عليها الأحكام التي يستنبطها من كتاب الله ومن سنة رسوله، بل إن بعض هذه الأصول وضع للاستنباط، فكلهم مجتمعون على الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وبعد ذلك يختلفون في اجتهاداتهم، وفي القواعد التي أصلوها لدينهم، هذه نبذة قبل أن ندخل على الإمام رضي الله عنه.
فنجد أن الإمام أحمد بن حنبل يوافق الشافعي في الأخذ بالاستصحاب، ويوافق أبا حنيفة بالأخذ بالاستحسان، ويوافق مالكاً في الأخذ بالمصالح المرسلة وسد الذرائع، ويأخذ بقول الصحابي ويقدمه على القياس، ويأخذ بالحديث الضعيف لشيوخه طبعاً ويقدمه على القياس، وكذلك يأخذ بالحديث المرسل؛ والحديث المرسل هو ما يرفعه التابعي إلى الرسول مباشرة دون أن يذكر الصحابي.