للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النووي في صغره]

هذا النووي صاحب كتاب رياض الصالحين، الذي يقرأ في المساجد، هذا الكتاب من أشهر الكتب لهذا الرجل، لما كان النووي شاباً صغيراً يأتون أصحابه إليه، ويقولون له: تعال نلعب! تعال نلهو! وهو يقول: لا أريد أن ألعب، فيجرونه فيبكي عليه رحمة الله، تعرف لِمَ؟ لأنه يحفظ القرآن ويقرأ الكتب، وهم يذهبون ليلعبون.

ليس اللعب بحرام، وليس لعب الكرة بحرام، ولكن أخي الكريم أنت -الآن- شاب في مقتبل حياتك، فرق بين شاب منذ الصغر إلى الكبر لا يعرف إلا الكرة، والسيارة والحمام، والمجلات والقصص، وبين شاب يلعب ساعة لكن إذا قلت له: اقرأ {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال:١]، مباشرة يقرأ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:١] يقرأ بسرعة.

تقول له: اقرأ براءة، يقرأ عليك: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة:١] اقرأ يا فلان {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [المجادلة:١] يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ} [المجادلة:١] تأتي إلى فلان من الشباب، وقل له: {اقرأ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النصر:١]؟ يقول لك: هل هذه في القرآن؟ تقول له: نعم.

في القرآن اقرأ، فلا يستطيع يقرأ، بل اقرأ الفاتحة؟ يضيع بين آياتها، ما الفرق بين هذا وهذا؟ كلاهما يقرأ في الدنيا كلاهما سعيد في الدنيا، هذا يلعب وهذا يلعب، لكن هذا أوقات الفراغ أين قضاها؟