أختي الكريم: أسمعت بـ سارة؟ من هي؟ إنها زوجة الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، سارة أخذت عنوة إلى ذلك الظالم الطاغية الذي كان يحكم مصر في ذلك الزمن.
قام جنوده بالقبص عليها، قبضوا على من؟ على العفيفة الطاهرة سارة، ليذهبوا عفتها، وليسلبوا كرامتها، أخذوا زوجة خليل الرحمن! فإذا بها تربط وتحبس لتنتظر مصيرها الأسود المظلم، فرفعت يدها وقلبها إلى الله جل وعلا وهي تبكي فقالت: اللهم إن كنت تعلم أني أؤمن بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط عليَّ هذا الكافر، اللهم اكفنيه بما شئت، اللهم اكفنيه بما شئت.
فاقترب منها الكافر ليسلب منها ما يريد، فإذا بجسمه ينشل، وإذا بجسمه يتجمد، وإذا به لا يستطيع الحراك، فيصرخ ويصيح، فإذا تركها زال ما به، ثم إذا اقترب منها مرة أخرى يتجمد جسمه مرة ثانية وينشل ولا يستطيع أن يحرك الجسد، وكلما أراد الاقتراب منها تجمدت يده وانشل جسمه وصرخ: أخرجوها من عندي ما جئتموني إلا بشيطان، ثم أرسلها إلى زوجها ومعها هدية هاجر فأصبحت جارية لإبراهيم خليل الرحمن {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[البروج:٨].