للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشتم واللعن والتحذير منهما]

مِن الأمور التي تزداد خطورة على هذه الخطورة قضية اللعن، وما أدراك ما اللعن؟ بعض الناس اعتاد اللعن على لسانه، حتى إنه في المدح يلعن، وفي ذكر فلان يلعن، وفي الإخبار عن فلان يلعن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن اللعنة إذا خرجت من صاحبها تصعد إلى السماء، فتوصَد أبوابُ السماء دونها، فترجع إلى الأرض، فتوصَد أبوابُ الأرض دونها، ثم تأتي إلى الذي لُعن -إلى الذي لعنتَه- فإن كان أهلاً لها أصابته اللعنة، وإلا رجعت إلى قائلها).

أتعرف ما هو اللعن الذي اعتاده كثير من المسلمين؟

اللعن هو: الطرد من رحمة الله، واسمع وانظر وفتِّش في مجالس المسلمين، واحصِ كم يقع بينهم من اللعن: (ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعّان) وقال عليه الصلاة والسلام: (لعن المسلم كقتله) فإذا لعنتَه كأنك قتلته يا عبد الله.

اللعن، وما أدراك ما اللعن الذي انتشر في صفوف كثير من المسلمين؟

ثم اعلم -يا عبد الله- أن بعض الشتم كفر بالله جل وعلا، وهو سب الله، أو سب رسوله عليه الصلاة والسلام، أو سب هذه الملة، أو شيء منها، وكثير من الناس من يدعي الإسلام، وينطق بالشهادتين، ثم يسب دين فلان، ويسب شرعه، ويسب رسوله عليه الصلاة والسلام، وحين يسبه فإنما وقع في الكفر، عافانا الله وإياكم منه.

ثم إن بعض الشتم وبعض السب يوجب الحد! أتعرف ما هو الحد؟

الحد هو: جلد ثمانين جلدة، فيُجلد ثمانين جلدة على كلمة قالها، وما هي هذه الكلمة؟ أن يصف فلاناً بالزنا، أو اللواط، أو هذه الفواحش، لو وصف فلاناً بالزنا، فقال له: يا زانٍ، فإنه يُجلد ثمانين جلدة، وهذا هو الفاسق الذي لا تُقبل له شهادة أبداً.

ثم اعلم -يا عبد الله- أنه لو قال مثلاً: أنتَ أزنى من فلان، فإنه يُجلد مائة وستين جلدة -مرتين يُجلد- لأنه وصف فلاناً, ومَن فضَّله عليه بالزنا، فقال: أنت أزنى من فلان، فيُجلد مرتين، كل هذا عقوبة له.

ثم لو قال كلمة دون الزنا، وأقل من الزنا، فإنه يُعزَّر، مثل أن يصف الناس بالحيوانات أو بالبهائم، فإن حكم الله كما قال بعض العلماء أن يُعزَّر، إما بالضرب، وإما بالسجن، وإما ببعض أنواع التعذيب، حتى يكف عن هذه الألفاظ البذيئة.

عباد الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:٧٠ - ٧١].

أقول هذا القول، وأستغفر الله.