عبد الله! الأمر حقيقة، ولا ندري لعلها لحظات ويبدأ هذا اليوم، وما ندري لعلَّ الشمس لا نراها تغرب علينا، فيحيى هذا الرجل، فإذا بمطرقة يضرب بها رأسه، لو ضرب بها جبل لصار تراباً، يصير تراباً ثم يعاد مرة أخرى، ثم يضرب بالمطرقة مرة أخرى فيصيح صيحة، يسمعه كل من حول القبر إلا الجن والإنس، ولو سمعه الجن والإنس لصعقوا، ولما دفنوا موتاهم، ثم بعدها يفتح بابٌ إلى الجنة، فيقال له: يا فلان! انظر إلى القصر انظر إلى الأنهار انظر إلى الحور العين انظر إلى هذه الأشجار والثمار انظر إلى هذا النعيم، هذا كله لك لو كنت أطعت الله، لو كانت هذه الخمسين أو الستين السنة القليلة التي لا تساوي شيئاً لو قضيتها في طاعة الله لكان هذا لك، فيغلق الباب ثم يُفتح له بابٌ إلى نارٍ تلظى:{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}[المعارج:١٥ - ١٦] حرها يفصل اللحم عن العظم هذا حرها فكيف بنارها؟!
{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى}[المعارج:١٧] تدعو من يذكر في الله فيدبر، ومن يجمع المال فيتولى تدعوه وتناديه، فتقول: هل من مزيد؟ قد أبدلك الله به هذا، فإذا بريح النار، وسمومها، وعذابها يأتيه وهو في القبر.