للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاحتجاج بالقدر على المعاصي]

السؤال

ما رأيك فيمن نقول له: صل أو تب إلى الله، وهو يقول: إذا هداني الله سأصلي؟

الجواب

يقول هذا كما قال المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم، قالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} [الأنعام:١٤٨] إذا أراد الله أن يهديني سيهديني أراد الله لي بالصلاة سوف أصلي، وهذه عقيدة الجبرية؛ وهي عقيدة ضالة ليست من عقائد أهل السنة، لأن أهل السنة كما قال الله جل وعلا فيهم: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً} [محمد:١٧] ابدأ يا عبد الله، ولا تقل: إذا أراد الله أن يهديني اهتديت، أسألك بالله الآن سؤال: أنت لم تأتِ إلى هذا المكان، وتلبس هذا الزي، وتحضر الدوام؟ لماذا؟

لأجل المعاش والراتب، طيب لماذا لا تجلس في البيت وتقول: إذا أراد الله أن يرزقني فسيرزقني؟

تأتي وتتعب وتقوم من نومك مبكراً، وتحضر الدوام؛ تسعى حتى تحصل على الرزق هل إذا جعت جلست في بيتك تنتظر وتقول: إذا أراد الله أن يشبعني يشبعني؟!

لا تفعلها، بل تذهب إلى المطبخ، وإلى الثلاجة، وإلى المطعم، وتأكل حتى تشبع، لمَ تبذل السبب؟

لأجل الدنيا، لكن عندما نقول لك: صلِّ؟ تقول: إذا أراد الله أن أصلي صليت! سبحان الله! هنا تعمل لأجل الدنيا؛ ولكن لأجل الآخرة لا تبذل ولا تسعى! قال الله جل وعلا: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:٥] أنت الذي جنيت على نفسك، ولا تقل: لو أراد الله أن يهديني اهتديت، هذه كلمة كاذبة من ناصية خاطئة.

عبد الله! إذا سعيت إلى الهداية وفقك الله، وإذا بذلت أعانك الله، وإذا سعيت فتح الله لك أبواب الجنة، أما أنك تجلس في البيت وتقول: لو أراد الله أن يهديني اهتديت؛ هذا كله ضحك، ولا تخدع إلا نفسك يا عبد الله.