للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفة مع محاسبة الله لعباده]

ألا تعلم -أخي العزيز- أن الظالمين إذا أتوا يوم القيامة لقوا الله عزَّ وجلَّ فيذكرهم بذنوبهم، يقول: عبدي! أتذكر ذنب كذا؟ أتذكر تلك الليلة؟ أتذكر ذلك اليوم؟ أتذكر عندما قمت من الفراش وعدت إلى الفراش وسمعت الأذان؟ أتذكر تلك اللحظة عندما كنت في السوق وتظن ألا أحد يراك، وأخذت تتكلم معها وتتكلم معك؟ أتذكر يوم نادتك أمك فرددت عليها؟ يوم دعاك أبوك فعققته؟ أتعرف ماذا يقولون؟ {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر:٣٧] ينظرون إلى الكتاب! ما بال الكتاب؟ حتى النظرة ما تركها، حتى الكلمة الضحكة التفكير إذا كان هماً وعزيمةً كل هذا مكتوب: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:٤٩] إصرارك على النظر صارت كبيرة، أتعرف أن إصرارك على استماع الأغاني كبيرة؟ أتعرف أن الغيبة كبيرة؟ أتعرف أن إصرارك على الذنوب الصغيرة كبيرة عند الله؟ أسمعت أن الكلمة يهوي بها صاحبها في النار سبعين سنة؟ ما بالك بالكلمتين؟ ما بالك بالثلاث الكلمات؟ ما أرحم الله وما أجوده! لكن نلوم أنفسنا على تقصيرنا.