عبد الله: يقول عليه الصلاة والسلام عن هدف الشياطين من السحر، فإياك أن تستجيب لهم:(إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فيأتيه جنوده فيقول لأحدهم: ما فعلت؟ قال: ما زلت به حتى فعل كذا وكذا، فيتركه ويقول للآخر: ما فعلت؟ حتى يأتيه شيطان يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله) إياك إياك أن تستجيب له، كم وكم من ضعاف الدين والإيمان يغره الشيطان، أو يصاب بسحر فإذا به يطلق زوجته.
سبحان الله! لمَ تستجيب يا عبد الله؟ قال:(ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيقول الشيطان له: نعم أنت، فيقربه ويدنيه ويلتزمه).
واسمع إلى هذه الآية العظيمة، التي دمرت السحرة والشياطين وأحرقتهم:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}[البقرة:١٠] لأنهم اتهموا سليمان أنه كان يتعامل بالسحر، وكذبوا والله:{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}[البقرة:١٠].
لأن الساحر يتعامل مع الشياطين، فإذا به يلبسه أو يصيبه بالضيق أو بالاختناق، أو يكرهه بزوجته، أو بأهل بيته، فهو شيطان كافر بالله العظيم:{وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}[البقرة:١٠] ألم ترَ بعض المسحورين كره زوجته وأبغضها ولا يطيق النوم معها، ولا يشتهي رؤيتها، ولا يجامعها منذ سنوات؟: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}[البقرة:١٠].
اعتصم بالله، والتجئ إلى الله؛ لأن الله يقول:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:١٠] بل لو اجتمع شياطين الإنس والجن الذين على وجه الأرض كلهم على أن يضروك لن يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}[البقرة:١٠].
فهذا ما يفعله الساحر والشيطان -الذي لعله يسمعني في هذه اللحظات- واسمع إلى قول الله جل وعلا فيه:{وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[البقرة:١٠] لأنه مدحور وخائف، لأنه في النهاية هو الخسران.