جبير بن مطعم يقول: كان أبغض رجل لدي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: فذهبت إلى المدينة -ربما يريد قتله- فجئت في صلاة المغرب.
تخيل المدينة في صلاة المغرب كيف حالها؟
هل هناك أحد فاتح محله ليبيع أو يتمشى في شوارع المدينة؟ رجالهم، نساؤهم، حتى أطفالهم في المسجد؛ لأن جميع الناس في المسجد، مَنْ إمامهم؟
محمد عليه الصلاة والسلام يقرأ فيهم في ذلك اليوم في صلاة المغرب سورة الطور، والحديث في البخاري يقول جبير قبل إسلامه: سمعت القرآن.
الكل في هدوء وإنصات وخشوع فإذا النبي يقرأ:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ}[الطور:٣٥] وكانت قراءته هادئة آية آية، السؤال موجه للمشركين؛ الله يقول لهم: هل أنتم خلقتم من غير شيء؟
هل خلقتم من عدم؟
طبعاً لا.
إذاً من خلقكم؟
اسمع الآية الثانية:{أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}[الطور:٣٥] أنت خلقت نفسك يا جبير؟
طبعاً لا.
الآن بدأ يناقش نفسه، إذاً هناك خالق وأنا لم أخلق نفسي؛ إذاً من الذي خلقنا؟
يا جبير! انظر للسموات السبع للأرض للجبال أكبر من خلق الناس؛ مَنْ خلقها؟
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ}[الطور:٣٥ - ٣٦] يقول جبير: وقر الإيمان في قلبي -سمع آيتين أو ثلاث آيات- وانتهت الصلاة، يقول: جلست مع النبي صلى الله عليه وسلم وسأله بعض الأسئلة، فإذا بـ جبير يقول أمام الناس: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يقول: فصار أحب إنسان في قلبي محمد عليه الصلاة والسلام.