ثم بعد هذا يعلم أنه لا نجاة ولا محيص، ولا فرار من الله جل وعلا، فينادي الرب جل وعلا على الملائكة:{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}[الحاقة:٣٠] أي: اربطوه بالسلاسل: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ}[الحاقة:٣١ - ٣٢] يسحب بسلسلة، أتعرف ما حجم هذه السلسلة؟! كل حديدة بقدر حديد هذه الدنيا كلها، وهي سبعون ذراعاً، والذراع من ذراع الملائكة وليس من ذراعات الناس، يدخل من منخره فيخرج من دبره، ثم يلف بالسلاسل ويسحب على وجهه إلى جهنم:{هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}[الطور:١٤].
إذا به أول ما يأتي النار تفتح أبوابها، يرى في جهنم أصحابه في الدنيا قد سبقوه، يرى فلاناً الذي كان يدعوه إلى تلك الأماكن الفاسدة، يرى صاحبه الذي كان يصده عن الصلاة، كلما أراد التوبة قال له: يضحكون عليك تريد أن تتعقد؟ تريد أن تتزمت؟ يا فلان! عندنا فلانة، عندنا سهرة، عندنا فيلم، عندنا سفرة، عندنا كذا وكذا.
يا فلان! يضحكون عليك، كلما أراد التوبة صده ورده، فيراه قد سبقه إلى النار:{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً}[الأعراف:٣٨].