إياك إياك أن تغتر بالكثرة هذه الأيام، فقليل قد تربى على الإسلام وقد صلب عوده، خير من كثير غثاء كغثاء السيل، لأن الكثير -أيها الإخوة- وقت الفتن يتزلزلون، ووقت المحن يضعفون، ووقت الشدة يقول بعضهم:{مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}[لأحزاب:١٢] ويتكلم البعض، ويثبط البعض، فما يبقى إلا الذين تربوا على الدين الصحيح.
لا تغرك الكثرة، ولا تطلبها ولكن اطلب الأقوى، حتى قال صلى الله عليه وسلم لـ حذيفة في المدينة:(أحص لي كم يلفظ الإسلام، قال: أوتخاف ونحن أكثر من كذا وكذا -نحن كثيرون- قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا) ما تدرون ماذا يحدث بعد هذا.