للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لمن يتتبع عورات الدعاة]

السؤال

يقول: ما نصيحتك لمن ليس لهم إلا تبديع وتشريح إخوانهم؟

الجواب

ذكرنا قبل قليل يقول: على جماعات في الدعوة، وكذا نقول إنما المؤمنون إخوة: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠] كما اختلف الشافعي والإمام أحمد والإمام مالك كما اختلفوا في المذهب هل سمعتم يوماً من الأيام واحداً يتكلم على الآخر؟

مالك يجلس عند الشافعي الصفحات يتصحفها بهدوء احتراماً لشيخه، انظر الأدب! انظر المحبة! الشافعي اختلف مع رجل يسمى يونس بن عبيد -أحد زملائه- في مسألة هذا راح وهذا راح، اختلفوا في مسألة ما أحد اقتنع بكلام الآخر، الشافعي لقيه في اليوم الثاني فذهب يمسك يديه قال: تعال يا يونس! ألا يستقيم أن نكون إخوة متحابين وإن لم نتفق في مسألة، هذا الشافعي، ولا عليك من تشدق بعض الناس وقولهم: لا بد أن نحذر منهم، لا بد أن نحاربهم، لا بد أن نكشفهم إلخ والله، الذي يسمع الكلام يقول: هؤلاء شيوعيون يا أخي العزيز! إذا رأيت من أخيك في أي جماعة خطأً لا تتركه تعال إليه بينك وبينه، ادعه عندك في البيت، اذهب له بهدية، قل له: يا أخي العزيز! رأيتك تقصر في هذه السنة، وتفضل هذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام بأدب وحسن كلام، الناس تقبل النصيحة؛ لكن لا تقبل الفضيحة، الناس تحب الإخوة لكن لا تحب العداوة، أخي العزيز! اختر أحسن الكلمات وأظهر له النصيحة.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء!) ألا تعتقد أننا أصبحنا غرباء؟

الغربة تختلف من بلدٍ إلى بلد ومن زمنٍ إلى زمن، والإنسان يتقي الله عز وجل ويتمسك بسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

أسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في هذا الجمع المبارك أن يجمعنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات؛ إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، وجزاكم الله خيراً وسامحوني على الإطالة.