[فشو الربا]
السبب السابع: فُشُوُّ الربا:
إذا ظهر الربا في قرية في أمة في مجتمع؛ فاعلم -يا عبد الله- أنه في انتظار الحرب من الله جل وعلا، حربٌ بالكوارث، حرب بالسنين، حرب بالقحط، حرب بالديون، حرب بتسليط الأعداء على هذا المجتمع وعلى تلك القرية، والله جل وعلا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة:٢٧٨] ولو كان ديناراً، ولو كان درهماً، ولو كان فلساً واحداً، فكيف بالملايين من الربا؟!
كيف بالبيوت التي تُغْنَى في كل يوم من الربا؟!
كيف بالمعاملات التي تؤسَّس على الربا؟!
كيف بإجبار الناس على الربا؟!
{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩] اعلموا وائذنوا وانتظروا حرباً من الله، ومَن مِنَّا يقوى على الحرب من الله؟!
عباد الله: إن الأمة والشعب والمجتمع يخافون من حرب الدول، وحرب ولاةٍ مِن أمثالهم، وحرب بعض القرى القوية، فكيف إذا كانت الحرب من الله جل وعلا تنزل من فوق سبع سماوات؟!
وكيف تظنون كيفية حرب الله؟!
إن الله عز وجل أهلك أمماً بصيحة من مَلَك.
واللهُ جل وعلا أرسل الريح فدمرت قرى.
واللهُ تبارك وتعالى لَمَّا أذن للماء أن يطغى طغى، فإذا به يغطي أمماً وشعوباً كانت بالأمس موجودة، أما اليوم فقد زالت من الوجود.
واللهُ جل وعلا جنودُه ما يعلمها إلا هو.
واللهُ تبارك وتعالى قوته لا تعدلها قوة.
واللهُ جل وعلا إذا حارب قوماً فلا لا طاقة لهم بمحاربة الله.
{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة:٢٧٩] أي: بترك كل دينار من الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩] كيف والمجاهرة في هذا الأمر موجودة! تفتح الصحف والجرائد فإذا بمؤسسات وشركات وأفراد ومنفذين يدْعُون شعوبَ الإسلام وعبادَ الرحمن إلى التعامل بالربا، ويسهِّلون لهم الأمر ويغرُونهم لمحاربة الله عز وجل ورسوله، وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر: (ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنين) أي: بالقحط، وبالدَّين، يصبح الإنسان وراتبه ألف دينار، لكن يأتي آخر الشهر وقد استدان من الناس إلا أُخِذوا بالسنين يا عباد الله!