الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
أيها الإخوة الكرام: إن للشيطان مداخل كثيرة وخطوات طويلة، فلعله يبدأ ببعض الناس بالطاعة، ثم لا يزال به يستدرجه، ثم يستدرجه حتى يكره العبادة لله جل وعلا، ويبدأ ببعض الناس بالمباح؛ بلعب الكرة أو بالسهر أو بمجالس اللغو، أو ببعض الألعاب المباحة، يبدأ بها فلا يزال به حتى يرتد عن دين الله جل وعلا، ويبدأ ببعض الناس بالمكروهات فيأتيهم ويقول لهم: ليس الأمر بحرام إنما هو مكروه، ويأتي لبعض الناس بالصغائر ويقول لهم: إن الحسنات يذهبن السيئات، ويقدر على بعض الناس بالفواحش العظام وهو يقول لهم: إن الله يقبل التوبة عن عباده فافعل وتب إلى الله.
وهكذا له خطوات، كما قال الله جل وعلا على لسانه:{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف:١٦ - ١٧].
نعم.
وصدق الكذوب:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:١٣] انظر في الناس وفتش ثم ابحث: أين فلان الذي كان يصلي يوماً من الأيام؟
أين فلان الذي كان يركع ويبكي لله جل وعلا؟
أين هو الآن؟
لا يستجيب لنداء الله جل وعلا أين فلان الذي كان يحفظ القرآن في صدره؟
الآن لا يعرف إلا الأغاني والطرب أين فلان الذي كان يدعو الناس إلى الله؟