كان عثمان يقوم الليل كله بالقرآن، يختم القرآن كله في ليلة، حتى قال ابن عمر: [فيه نزل قول الله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر:٩]] وفيهم قال الشاعر واسمع وتدبر يا عبد الله، اسمع إلى صفات عباد الله:
امنع جفونك أن تذوق مناما وذر الدموع على الخدود سجاما
عجيب! تقول: وهل أحد ينام في رمضان؟! أقول لك: حدث ولا حرج عمن يضيع نهار رمضان ولياليه بالنوم والكسل، والتواني، ينام في شهر رمضان أكثر من عشر ساعات، هل سمعت بهذا؟ مسكين من ضيع نهار وليالي رمضان في لهوٍ ولغوٍ ونوم!!
امنع جفونك أن تذوق مناما وذر الدموع على الخدود سجاما
واعلم بأنك ميت ومحاسب يا من على سخط الجليل أقاما
لله قومٌ أخلصوا في حبه ورضا بهم واختصهم خداما
قومٌ إذا جن الظلام عليهم أبصرت قوماً سجداً وقياما
فسيغنمون عرائساً بعرائسٍ ويبرءون إلى الجنان خياما
وتقر أعينهم بما أخفي لهم وسيسمعون من الجليل سلاما
يتلذذون بذكره في ليلهم ويكابدون لدى النهار صياما
نعم! نهارهم قرآن، وذكر، وعبادة، ودعاء، فإذا جاء الليل
عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه
وفي النهار:
وأسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه