[ضعف الإيمان]
السبب الرابع: من أسباب ترك الدعوة إلى الله جل وعلا: ضعف الإيمان:
فلان يدعو إلى الله ثلاث سنوات، ثم يترك الدعوة! ما السبب؟!
ضعُف الإيمان، فتَر، بدأ يرتكب بعض الذنوب والمعاصي.
فتش في نفسك يا عبد الله، لِمَ كنت في السابق إذا رأيتَ منكراً انقبض الصدر، تضجرت، خرجت من هذا المجلس، ما تتحمل منكراً في الأرض؟! أما اليوم تنظر إلى التلفاز صباح مساء، الأفلام العارية الداعرة، المجلات القذرة تقرؤها صباح مساء، ما الذي جرى؟!
إنها الذنوب والمعاصي.
أتذكر يا عبد الله تلك النظرات؟! أتذكر تلك المسلسلات؟! أتذكر تلك الأشرطة؟! أتذكر تلك الليالي الحمراء؟! أتذكر عندما كنت تغلق الباب على نفسك وتفعل ما تفعل؟! هذا الذي ثبطك عن الدعوة إلى الله! {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة:٤٦].
ولهذا يا عبد الله إن الدعوة إلى الله متناسبة مع الإيمان، كلما ارتفع الإيمان ازدادت الدعوة إلى الله، وكلما ضعف الإيمان قلت الدعوة إلى الله.
واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) الواجب الأول باليد، إذا رأيت تلفازاً والأهل ينظرون فأغلق التلفاز في بيتك، أنت صاحب البيت ورب الأسرة، تستطيع أن تمنع المنكر فامنع بيدك، أنت مدير في مؤسسة، أنت مسئول في مكان، أنت صاحب المحل، أنت صاحب السلطة، أنكر المنكر بيدك، إلا إذا رتب منكراً أكبر من هذا، فهنا يحرم الإنكار.
قال: (فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه) يا عبد الله! ما الذي يمنعك من اللسان؟! {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر:٩٤] اصدع يا عبد الله، هل تخاف في الله لومة لائم؟! هل تخاف كلام الناس؟! هل تتثبط لاستهزاء المستهزئين؟! اصدع بما تؤمر.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن لم يستطع -الدرجة الثالثة- فليغيره بقلبه).
كيف يغير بالقلب؟!
قالوا: يخرج من المجلس، يتضايق، يغادر هذا المكان، يبين لمن حوله: أنني صحيح لم أستطع أن أتكلم؛ لكن لتعلموا أنني لا أرضى بهذا المنكر، أخرج من هذا المكان.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وذلك أضعف الإيمان) أضعف الإيمان، يعني: أقوى الإيمان الإنكار باليد، ثم اللسان، وقد يتفاوت، فأحياناً يكون الإنكار باللسان خير من اليد.
عبد الله: الإيمان يتناسب مع تغيير المنكر، مع الأمر بالمعروف، مع الدعوة إلى الله، ولهذا قال الله جل وعلا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الإيمان بالله جل وعلا.
تذكر ذنوباً، تذكر معاصٍ كنت تفعلها يا عبد الله صدتك عن طريق الدعوة إلى الله جل وعلا.