الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
ما ذكرناه -أيها الإخوة- إن لم يكن في بيتك فاحمد الله، وسل الله العافية، واحرص على أهل بيتك واحفظهم.
ولكن أخبرك أن كثيراً من البيوت قد دخلها ما أقول! بل قد تجد المصلي الراكع الساجد يأخذ ابنته كاشفة شعرها ووجهها، ويخرج بها إلى الطرقات، وينزلها في الأسواق، لتذهب وتشتري وترجع، بل أقسم بالله أنني رأيت بعيني أباً كبيراً في السن من أهل الخير والصلاح تسير ابنته خلفه في الأسواق، كاشفة متعطرة متبرجة، يتبعها الرجال ولا يلتفت إلى ابنته أي دياثة أعظم من هذه؟! بل أي انطفاء للغيرة بعد هذا؟!
عباد الله! يصبح الأمر إلى أن كثيراً من المصلين يسمح لابنته أن تخرج إلى المدرسة بلباس فاضح مع من تذهب؟ لا أدري متى ترجع؟ اذهبوا فاسألوها، إن شاء الله هي شريفة وعفيفة، ترجع من المدرسة إلى البيت وقد نظر إليها وافترسها مئات من الذئاب، وهو لا يعلم، أتعرفون ماذا يعرف؟ أو فيم يتعلم؟ أو على ماذا يجلس ويقوم؟ على الدينار والدرهم، أو على ماذا يسافر؟ ولماذا يرجع؟!